من المحرر
عمرو بن عبد العزيز الماضي

مؤسسة التقاعد!!
يبدو لي أنّ المؤسسة العامة للتقاعد استشعرت أخيراً أهمية فتح جسور تواصل مع وسائل الإعلام، بعد سياسة الانغلاق التي كانت تنتهجها سابقاً. هذه الخطوة ستساهم بلا شك في إبراز أنشطة المؤسسة، وخاصة إنّها مقبلة على مرحلة من التطوُّر الكبير وخاصة المجال الاستثماري، مما يحتم مراجعة كافة الخطط والسياسات الإعلامية التي لم تحقق شيئاً يذكر في السابق للمؤسسة. وتواصل مدير مكتب المحافظ الأستاذ مبارك بن جابر المحيميد مع وسائل الإعلام جهد مشكور وفاعل، إلاّ أنّه يعد اجتهادات شخصية وقتية، مما يدل على غياب إدارة إعلامية فاعلة في المؤسسة تتجاذب اختصاصاتها أكثر من إدارة في المؤسسة!
ورغم حماس المدير الجديد إلاّ أنّه سيجد نفسه عاجزاً عن القيام بالكثير من الجوانب الإعلامية التي تحتاج إلى الإلمام بالكثير من الجوانب الإعلامية، مما يحتم تأسيس إدارة إعلامية قوية ومتخصصة، تمنح الكثير من الصلاحيات التي لا يجاذبها فيها أي من الإدارات الأخرى في المؤسسة. يجب أن تكون إعلامية فاعلة، حتى لو كانت لا تضم أيّاً من الكوادر التي تحمل أعلى الدرجات العلمية في الإعلام. فقد ثبت فشل إدارات التنظير، وحروف الدال، وكم من إدارة تاهت في التنظير ومتاهات البيروقراطية المقيدة!
فالمؤسسة حسب علمي تضم كوادر إعلامية متحمسة ومخلصة، إلاّ أنّها تحتاج إلى الدعم، لتقوم بإعداد خطط إعلامية مدروسة لتعكس الإنجازات والخطط المستقبلية، فالمؤسسة الآن تعمل بشكل احترافي أكثر من السابق مما يحتم تغيير الكثير من الأساليب، وأبرزها أسلوب التعامل مع وسائل الإعلام بشكل أكثر احترافه مما هو حاصل.
شوارع الرياض غير!!
اطلعت على ما قامت به اللجنة لسلامة المرور من دراسات وأبحاث، وما تم طرحه في المؤتمر الوطني لسلامة المرور، ومن بين تلك البحوث دراسة حول إعادة تنظيم لعملية رصف الطرق بالمملكة، وتهدف هذه الدراسة إلى الاستعراض المنهجي لكافة أعمال الرصف (السفلتة) في المملكة، والتي تشمل تخطيط الطريق، أسلوب العمل والتصميم والمواد والإنشاءات والصيانة والبحوث. وقد استخدمت الدراسة أجهزة متطورة لقياس كفاءة الإنشاءات في الطرق، وتوصلت الدراسة إلى اقتراح الوسائل الكفيلة بضمان اختبار كفاءة الطرق، وحددت عدداً من الأجهزة إلتى توصي باستخدامها والطريقة المثلى للكشف عن كفاءة الطريق. وخلصت هذه الدراسة إلى التعرف على الوسائل الكفيلة بتنظيم عمليات الرصف في المملكة. وحدد فريق الدراسة جهات الاستفادة من هذه الدراسة وهي: وزارة المواصلات، ووزارة الشئون البلدية والقروية، والجهات التابعة لها والتي تتولى الإشراف على عمليات الرصف، ولا أدري لماذا لا تستفيد أمانات المدن والبلديات، ووزارة النقل من هذه الدراسة، فالكثير من الشوارع والطرق ما زالت بحاجة إلى الكثير من التعديلات الهندسية لتحقق المزيد من السلامة لمستخدم الطريق أو تحد من الازدحام الحاصل في البعض منها، ومن شاهد الطريق الدائري الشرقي والشمالي في مدينة الرياض عند نزول الأمطار، وكيف يتحول إلى وادٍ تتدفق فيه المياه مما يعيق الحركة، يرى تلك العيوب واضحة ليس في هذا الطريق فقط، بل في الكثير من الطرق في العاصمة. وقد قامت أمانة منطقة الرياض أخيراً بالكثير من خطوات التعديل للكثير من الشوارع في المدينة، وأصبح السائق يسير أكثر أماناً من السابق، وخاصة فتحات الدخول إلى الشوارع والاستدارة، وأصبحت تسير في شوارع تشعر أنّها تحمل الكثير من الأفكار الهندسية، ومن شاهد فتحة الدخول في طريق عمر بن عبد العزيز - وبالتحديد أمام أسواق السدحان في الربوة - في السابق وشاهدها الآن، يرى كم هو الفارق كبير بين التصميم السابق - الفارغ من أي فكرة -، والتصميم الحالي الذي أوجد الانسيابية والسلامة في الطريق، ومن شاهد مخرج (9) قبل شهرين وشاهده الآن يرى كيف تم فك الاختناق في المخرج، من خلال التصميمات الهندسية التي راعت الأخذ بجوانب السلامة المرورية. إنّنا نفخر بالكثير من الكفاءات الهندسية الوطنية الشابة سواء في أمانة منطقة الرياض أو وزارة النقل، وما زلنا نتمنى من المسؤولين في وزارة النقل سرعة تعديل الأخطاء الهندسية المتعلقة بفتحات الدخول والخروج من طريق الخدمة في الطرق الدائرية، ونتمنى من أمانة منطقة الرياض، الاستمرار في تعديل أوضاع الشوارع، وإصلاح وضعها الحالي لتحمل أفكاراً هندسية كما هو الحال في الكثير من الشوارع التي بدأنا نشاهدها مؤخراً، فطريق عثمان بن عفان يشعرك بأنّه لا يحمل أبسط الأفكار الهندسية، بسبب الأخطاء الهندسية (الواضحة في فتحات الاستدارة للخلف) ولا ندري أين مهندسو الإدارة العامة للتصاميم في الأمانة من تعديل وضع هذا الطريق، كما فعلت مع العديد من شوارع الرياض، أم أنّ هذا من اختصاص وزارة النقل؟!
إنّ التعديلات التي تجريها أمانة منطقة الرياض حالياً على الطرق والشوارع ستؤدي في النهاية إلى الحد من الحوادث المرورية، وستساعد المرور في تطبيق المخالفات في حق المخالفين، لوجود شوارع واضحة المعالم الهندسية، تمكن السائق من الالتزام بالنظام، وسيجعل السائق يسير في الطريق أكثر اطمئناناً بسبب ما يتحقق من سلامة مرورية، تنطلق من هندسة مرورية أكثر احترافية.