الاستشراق والمستشرقون

فإن الاستشراق هو ذلك التيار الفكري الذي تمثل في الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي التي شملت أديانه وحضاراته وآدابه ولغاته وثقافته والمستشرقون منهم منصفون ومنهم متعصبون، فالمنصفون اتجهوا إلى البحث العلمي لمعرفة الحقيقة ووضعوا في سبيل ذلك المصنفات، وكان لهم دور كبير في إخراج كثير من كتب التراث الإسلامي ونشرها محققة ومفهرسة ومبوبة بل إن بعضهم قد قاده ذلك إلى الإسلام كالمستشرق الفرنسي (دينيه) الذي أسلم وعاش في الجزائر، وأما المتعصبون فكان لهم أهداف سياسية ودينية واتخذوا من البحث العلمي ستاراً لهم وكان من أهدافهم:
1- التشكيك في صحة القرآن الكريم والطعن فيه.
2- التشكيك في صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم.
3- التشكيك في صحة الأحاديث النبوية والاعتماد على الأحاديث الموضوعة والضعيفة في سبيل تدعيم آرائهم.
4- التقليل من قيمة الفقه الإسلامي واعتباره مستمداً من الفقه الروماني.
5- النيل من اللغة العربية واستبعاد قدرتها على مسايرة ركب التطوير.
6- إرجاع الإسلام إلى مصادر يهودية ونصرانية.
7- إضعاف روح الإخاء بين المسلمين وتفريق كلمتهم.
ومؤخراً ندوة عن (القرآن في الدراسات الاستشراقية) في المدينة المنورة وهي فرصة لكشف شبهات المستشرقين حول القرآن الكريم وبيان مناهجهم ونقد الدراسات الاستشراقية وتشجيع الباحثين والمهتمين بالدراسات الاستشراقية.
والشكر لوزارة الشؤون الإسلامية ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة على تنظيم هذه الندوة ودعوة الباحثين والمهتمين بالدراسات الاستشراقية إليها ونسأل الله أن تحقق هذه الندوة الأهداف المرجوة منها في الذب عن كتاب الله تعالى الذي تكفل الله بحفظه كما قال تعالى{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}