Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/11/2006G Issue 12481الرأيالخميس 09 ذو القعدة 1427 هـ  30 نوفمبر2006 م   العدد  12481
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

يداك أوكتا وفوك نفخ
فاطمة عبدالرحمن السويح

قال تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} ( 157) سورة الأعراف
تفشت في مجتمعنا مؤخرا - مع الأسف - عادة مقيتة مميتة هي التدخين، ولن أسرد هنا ما يعرفه الجميع عن مضار التدخين وأنه سبب رئيسي لسرطانات عدة، مثل: سرطان الفم وسرطان الرئة، لكني سأحاول وضع هذه العادة في إطارها الحقيقي بعيداً عن الكلمات المكرورة من خلال تفنيد ما يتشدق به مروجوها من كونها سمة تضفي - بزعمهم - على معتاديها شيئاً من إمارات الرقي! فحين تناقش أحدهم في حرمتها يقول: لم يرد نص من قرآن أو سنة يحرمها بذاتها، وهنا نتساءل.. تُرى هل لو كانت هذه العادة معروفة في زمن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وبين صحابته الأخيار أكان يقرها عليه السلام؟ أكان يرضاها لأمته؟
المؤسف أن الصديق قد يدعو إليها صديقه، بل إن الأخ قد يحث عليها أخاه! فهل الدعوة إلى التهلكة أصبحت من علائم المحبة أو الأخوة!.. وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حديث أنس بن مالك: (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوماً.. أرأيت إن كان ظالما كيف أنصره؟ قال: (تحجزه - أو تمنعه - من الظلم فإن ذلك نصره) رواه البخاري، فكيف يدعو أحدهم أخاه أو صديقه إلى الظلم! وأي ظلم يدعوه إلى ظلم نفسه!
قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (29) سورة النساء.
والطامة الكبرى أن ما انتشر في الناس وعم فساده وبليته ليست السجائر المعروفة بإثمها وضررها ونتنها فقط ولكنها (الشيشة) أو كما يطلقون عليها تفخيما (المعسل) وكأنهم بإضافة روائح بعض الفاكهة العفنة إليها يزيلون أضرارها!
أخبرتني إحدى الزميلات أنها اتخذت لها مقعداً ذات يوم في صالة غير المدخنات في مقهى لتقديم المشروبات داخل مجمع تجاري كبير في مدينة الرياض، وسرعان ما غصت الصالة بالمدخنات، فأبدت الزميلة تذمرها من الأمر للموظفة المسؤولة التي أجابتها بأن صالة المدخنات قد امتلأت بهن ولم تجد بُداً من منحهن المقاعد المخصصة لغير المدخنات أيضاً!!
ونتساءل هنا.. كيف تحمل بعض النساء في مجتمعنا - مع الأسف - كل هذا الكم من الازدواج: يتابعن آخر خطوط الموضة وأحدث مستجدات تجميل الوجه والأسنان، وفي الوقت ذاته يعمدن بكل قسوة إلى إفساد بشراتهن وتحطيم شفاههن وأسنانهن بالتدخين، هذا عدا عن سرطان الفم.
- يستخدمن أفخم أنواع العود والعطور وأحدثها وفي نفس الوقت يحطن أنفسهن برائحة كريهة تنبعث حتما من معدة المدخن وفمه وملابسه أينما حل!
- يلجأن لعمليات شفط الدهون وربط المعدة والحميات القاسية وهن في الوقت ذاته يمارسن هذه العادة التي تؤدي إلى انتفاخ أحشاء المدخن بشكل لا ينفع معه عطارة عطار أو مبضع جراح! ولو طُلِب من إحداهن تناول نوع واحد من السموم ممزوجاً بكوب من العصير لفزعت ورفضت بكل ما أوتيت من قوة، ومن ثم تشعل بيدها ولنفسها - طائعة مختارة - فتيل حوالي مائتي نوع من السموم (ثبت علميا وجودها في السجائر والشيشة) ممزوجة بإثم المعصية.
ولو منح المدخن أو المدخنة نفسه عدة ثوان كل صباح للتفكير في مصيره لأنقذ نفسه قبل أن يُقال له ما قالته العرب قديما (يداك أوكتا وفوك نفخ).



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved