Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/11/2006G Issue 12481الرأيالخميس 09 ذو القعدة 1427 هـ  30 نوفمبر2006 م   العدد  12481
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

البيروقراطية في الميزان
ماجدة السالم /إدارة تربوية

مصطلح البيروقراطية، من بين المصطلحات الكثيرة الوافدة من الثقافة الغربية اليونانية، والتي تردد في مجتمعاتنا العربية كالديمقراطية، والدكتاتورية،.. ونحو ذلك.
ومصطلح البيروقراطية يتكون من كلمتين: الأولى هي (Bureau) وتعني مكتب، والثانية هي (Cracy) وتعني حكم، وبالتالي يكون معناها: سلطة المكتب أو حكم المكتب، واشتهرت في الثقافة العربية تحت مسمى آخر وهو (الروتين الإداري).
وترجع نشأة البيروقراطية كتنظيم إداري ضخم إلى الحضارات القديمة كالحضارة المصرية، والصينية، واليونانية، كما عرفتها الحضارة الإسلامية في عصور نهضتها وازدهارها، وهي تتمثل في مجموعة الإجراءات الإدارية التي تنظم عمل الدولة والولاة والموظفين، وترتيب الرتب والوظائف وتنظيمها، وتحديد المهام والمسؤوليات.
أما في العصر الحديث فقد اختلف مفهوم البيروقراطية وتعددت معانيها بتعدد الكتاب والمفكرين والباحثين الذين تطرقوا لها لدرجة تصل إلى حد التناقض في أحيان كثيرة، فمنهم من يرى أنها رمز للسطلة القانونية للإدارة والحكم، ومنهم من يرى أنها عبارة عن مجموعة من الإجراءات الإدارية الطويلة التي تحول دون تحقيق الأهداف، وتؤدي إلى البطء والتأخير والتردد في اتخاذ القرارات اللازمة، ومنهم من يرى أنها مجموعة من الإجراءات التنظيمية التي يجب اتباعها في مباشرة العمل الإداري والمكتبي.
وفي الدولة الحديثة أضحت البيروقراطية النظام المسيطر على أجهزة الدولة المختلفة، لأنها ترتكز على أساس السلطة الرسمية، وتحدد الاختصاصات والمسؤوليات والوظائف في شكل هرمي رأسي.
وتعمل على وصف الجهاز الإداري للدولة، وتحديد المهام الإدارية، وتضع الإجراءات والتنظيمات والقوانين التي تنظم سير العمل، وتحقق نوعاً من التكافؤ والمساواة.
وها هي اليوم تواجه بالعديد من الانتقادات ويشار إليها بأصابع الاتهام! وما ذلك إلا بسبب سوء في الفهم ثم التنفيذ.
فمن بين الانتقادات والتهم التي وجهت لها مرور القضايا والمسائل التي تعرض على الإدارة مهما كانت صغيرة بمجموعة معقدة من الإجراءات الإدارية المتتالية.
كما يعيبون عليها الثبات وعدم التغير بتغير الظروف والبيئات الخارجية، وتمسك موظفيها بالقواعد والأنظمة مهما كانت قاسية أو غير إنسانية، أو لا تتناسب مع ظروف المكان والزمان، وذلك لحماية أنفسهم من انتقادات الجمهور أو انتقادات الرؤساء وعقوباتهم.
ولكن هل نسي المتهمون ما جاءت به البيروقراطية من مبادئ وأسس.. وما تميزت به من سمات.. وما لها من فضل في تنظيم العمل الإداري..؟!
هل نسي هؤلاء ما قامت به البيروقراطية من تنظيم مستمر للوظائف.. وتنظيمها للعمل في المكاتب والإدارات المختلفة على أساس التخصص، فجعلت لكل مكتب وإدارة اختصاصها المحدد؟!
هل نسي كل من أشار بأصابع الاتهام ما حددته البيروقراطية للموظف من سلطة وما ترتب على ذلك من معرفته لواجباته ومسؤولياته؟!
إن العيب ليس في البيروقراطية وإن أخفقت في بعض النواحي الإدارية. وإنما هو في الفهم الخاطئ والتطبيق السيء للقواعد والأنظمة التي وضعتها لتنظيم سير العمل وتحقيق الكفاءة، وتكافؤ الفرص، وتقديم الخدمات الإدارية المختلفة. فالتنظيم مطلوب لتحقيق العمل الإداري وإنجازه، كما أن تكافؤ الفرص وجودة الخدمات المقدمة أيضاً أمر مطلوب.
ولو فتح باب التساهل ومخالفة القوانين المنظمة لسير العمل الإداري لضاعت الحقوق، وانتشرت الرشوة والواسطة والمحسوبية. ولو أغفل الجانب التنظيمي لأدى ذلك إلى مزيد من العنت والمشقة وضاعت الأموال والحقوق وأهدر الجهد، لذلك يجب مراجعة البيروقراطية وتطبيقاتها والاستفادة من إيجابياتها في جانب الإدارة والحكم، والتخلص من سلبياتها التي ربما عطلت سير العمل.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved