Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/11/2006G Issue 12481الرأيالخميس 09 ذو القعدة 1427 هـ  30 نوفمبر2006 م   العدد  12481
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

العولمة وجنون الفضائيات وناشطة من أجل حقوق المرأة السعودية
عبدالإله بن سعود السعدون

إثر انتهاء الحرب الباردة بين الشرق والغرب وانفراد الدولة السوبر أمريكا بالقوة الدولية وظهور العولمة السياسية والاقتصادية واستغلال الثورة التكنولوجية في مجالات المواصلات الفضائية، أصبح العالم كله قرية إخبارية واحدة وكل الأمور التي كانت سرية للغاية أصبحت مادة إخبارية عادية. ولم يبق شيء مغطى لمراعاة مصلحة خاصة أو عامة. وقد استغل هذا النشر المرئي الدولي الحر والشامل عدد كبير من قانصي الفرص وضعيفي الإيمان والانتماء الوطني ليطلوا بأوجههم الجامدة ليعرضوا أكاذيبهم وافتراءاتهم الحاقدة تحت قناع (ناشط في حقوق الإنسان) أو (ناشطة في حقوق المرأة) في بلادي. ولا أدري من نصَّب هذا الناشط أو من فوض تلك الناشطة لتمثيل المرأة في ذلكم المجتمع والذي يظهر بعدها عنه في المكان والزمان والانتماء الوطني والديني، تدعو بهتاناً بالمساواة والحرية، ونسيت أو تناست بقصد أن بلادنا الغالية تعيش فيها المرأة متمتعة بكل أنواع وصنوف الحرية والمساواة كفرد فاعل في مجتمعنا المتطور دوماً وبشكل متوازن ومخطط له مرحلياً حتى نبعد عن الفرد والعائلة وبالتالي المجتمع السعودي الواسع كل سلبيات السرعة غير المتوازية في مراحل التطور السياسي والاقتصادي الفوضوي وما يؤثر ذلك على طبيعة الحياة الاجتماعية عامة. إن الحقد الشخصي وعقدة المخالفة أصبحا الصفة المشتركة لكل من يبيع وطنه وأهله من أجل إدارة برنامج تافه في إحدى هذه الفضايات التي أصابها جنون (بعض البشر) والذي ينعق خارج السرب وبالتالي يسقط غريباً ضحية أفكاره وأحلامه غير الواقعية والتي تهدف إلى الفوضى والانحلال الاجتماعي. ولابد أن لا ينسى كل إنسان منتمٍ لوطنه ويعيش خارجه أن يتذكر دوماً وأكثر من غيره أن الانتماء الوطني لا يعني بأي حال من الأحوال جواز سفر أو بطاقة شخصية يحملها في حقيبته فقط، بل هو التزام فطري باحترام اسم وفحوى ذلكم الوطن والذي يمثل له اللغة والأصل والدين والعادات والتقاليد. وأخيراً الولاء والفداء لهذا الوطن الذي عشت على أرضه وتعلمت بمدارسه وانتميت له، لهو جدير بالتقدير والولاء والحب، وأن يشعر بأن من الثوابت البديهية الدفاع عنه، لا أن يشارك هذا المواطن أو تلك المواطنة بالحملات الحاقدة المشبوهة والتي تشنها بعض وسائل الإعلام الغربية على وطننا وسياسته الخارجية والاجتماعية بحجة فرية كاذبة تدعي أنها (حرة) وتهدف للإصلاح والديمقراطية. إنها كذبة دولية بثتها أبواق الفضائيات المشبوهة غربية كانت أم شرقية استخدمت عدداً من ذوي العاهات والذين تنصلوا عن كل التزام وطني لهذا البلد المعطاء المتطور ومثلهم كمثل أبا رغال!
إننا نعيش حالة من اللافرق بين حياة الرجل والمرأة وبالذات في مجال الحريات والحقوق العامة، وقد أثمرت -ولله الحمد- جهود قيادتنا المخلصة تطوراً واسعاً في تعليم المرأة السعودية والتي نراها واضحة في جميع مجالات الحياة فأصبحت اختصاصية في أصعب مجالات الفن والتكنولوجيا، ناهيك عن تفوق المرأة السعودية في مجالات الصحة العامة والطب، وبرزت أديبات من بلادي ذات سمعة عالية في دور النشر الإقليمية والدولية لما صدر عنهن من طرح ناضج لأفكار وطنية تساعد في بناء الإنسان العربي والإسلامي متمسكاً بثوابت تحكم إنتاجه الأدبي والاجتماعي. وأني أدعوا المؤجرة في برنامج (المساواة) أن تسأل عن السفيرة ثريا عبيد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة عنان والتي تشاركها في مسمى المواطنة عن حرية ومساواة المرأة السعودية والتي تنكرها مقدمة المساواة، والناسية بأن قاعدة أن كل حق يطالبه الإنسان يقابله ويوزايه واجب عليه نحو وطنه وأهله ومجتمعه، وتغليب النفع الوطني على الحقد الشخصي. وأرى من الضروري أن أستعيد بعضاً من معوقات تعليم البنات في بلادي حيث اضطر أحياناً أن يفرضه الراحل الفيصل -أسكنه الله جنات النعيم- بالقوة فقد تم رفض افتتاح إحدى المدارس الابتدائية في منطقة القصيم وطردت الهيئة التعليمية المكلفة بافتتاح المدارس هناك وتم تجهيزها بهيئة أخرى مرفقة بقوة عسكرية، وقد استطاع الأستاذ عبدالعالي العادل مدير التعليم الابتدائي في الرئاسة العامة لتعليم البنات وعضو اللجنة معالي وزير التربية والتعليم حالياً الدكتور عبدالله الصالح العبيد من بدء أول يوم دراسة بحراسة عسكرية طيلة الدوام الرسمي. وفي العام الذي تلاه وصلت نخبة من الأهالي في تلك المنطقة تطالب في زيادة انتشار مدارس البنات في منطقتهم. هو المثال الحي للتطور المتوازن في حياة المرأة السعودية التي -ولله الحمد- أصبحت مثلها كمثل أخيها السعودي تحمل أعلى الدرجات العلمية بفضل الله أولاً ومن ثم الجهود الخيرة المباركة التي نفذتها قيادتنا المخلصة لهذا الشعب الوفي.
إني أعرض لكل من يدعي كناشط في حقوق الإنسان والمساواة والحرية بأن ديننا الإسلامي الحنيف جاء بكل هذه الضوابط الإنسانية منذ أكثر من أربعة عشر قرناً والذي ناشد العقل الإنساني لاستيعاب أفكاره مستخدماً البراهين الثابتة في أدق أمور الحية وأصعبها. وإلى المصابين بكسل التفكير الملثم بما يسمى دعاة الحقوق الإنسانية بأن الدين الإسلامي الحنيف رسول الحرية والمساواة لكل المسلمين. ومن المضحك المبكي أن بعض المسلمين والمسلمات يتعرضون للأمور الدينية وكأنها حالات سياسية دنيوية ووصفها بأسماء لا يعرفها مجتمعنا كوصف رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصفات الراديكالية المتطرفة وأعداء الحرية والمساواة وجنود الوهابية، كما تهذي به مقدمة برنامج المساواة مع ضيوفها المتشبهات بها، وهي إن كانت مسلمة مؤمنة أن تتذكر قوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (سورة آل عمران 104).
إن الإسلام ليس عقيدة قلبية مجردة تعتمد على الشعور فقط، بل هو سلوك اجتماعي بعيد الأمد ينظم حياة الإنسان من المهد إلى اللحد، وقد كفل الإسلام والدولة الإسلامية حقوق المرأة والرجل وضمن لهما الحرية والمساواة في كافة مجالات الحياة العامة، فالنساء المسلمات شقائق الرجال في النشاطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتتعدى هذه الحقوق والواجبات حدود المواطنة لغير المسلمات والوافدين إليها نفس الحقوق والعناية الإنسانية وضمان الحرية والمساواة لهم. ودعاة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حماة المجتمع الإسلامي والساعون لخيره وأمانه وتحصينه من كل بدع فاسدة والداعون للحرية والمساواة وعزة الإسلام. أدعو الله لك ولمثيلاتك من أجيري هذه الفضائيات الحاقدة على الإسلام ودولة الإسلام بالهداية والمغفرة والعودة إلى سرب الوطن لتغردي بين أهلك وتتعلمي من جديد أصول حب الوطن والغيرة على اسمه والتمسك بواجباته المنسية في (بعض) مواطنيه!.
إنها دعوة صادقة لا غرض لها إلا الوحدة الوطنية وتحكيم الوجدان والضمير الوطني ونبذ الأفكار الشاذة الضالة وتعضيد قيادتنا المخلصة والتي حققت مكاسب ثمينة لكل مواطن شريف وفي فترة قياسية. ومن الواجب الوطني المحافظة على هذه المكاسب التي تحقق لنا الحياة الآمنة المستقرة تحت ظل حكم قيادة وطنية شريفة. ومن واجبنا نحوها الشكر والتقدير والدعاء بالمزيد من هذه المكاسب الخيرة، وكوني سعودية وطنية واتركي العمالة للفضائيات الاستخبارية الأجنبية وانخرطي في المشروع الوطني من أجل الحوار البناء والتطور المتزن، ومن أجل خير مجتمعنا وبلادنا الغالية.

محلل إعلامي - عضو جمعية الاقصاد السعودية



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved