Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/11/2006G Issue 12481الرأيالخميس 09 ذو القعدة 1427 هـ  30 نوفمبر2006 م   العدد  12481
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

مراكز الأحياء..والحقيقة المغيبة!!
د. إبراهيم بن عبدالله المطلق

فكرة مراكز الأحياء فكرة عظيمة رائدة ورأيها رأي سديد رشيد؛ حيث حاجة الناس إلى مثل هذه المراكز لا تفوقها حاجة؛ لتكون متنفساً ترفيهياً وثقافياً ومكاناً للاجتماع والتعارف والتآلف والمحبة والوئام وتبادل الرؤى؛ مما يكون له أكبر الأثر في وحدة الصف واجتماع الكلمة، وهي كذلك مكان لقضاء الوقت والاستجمام، ينتظر سكان الأحياء ولادتها وبزوغ شمسها على أحرّ من الجمر.
استبشر أهالي الأحياء بهذه الفكرة وفرحوا بتلكم المراكز ولتكون أيضاً بديلاً ترفيهياً للناشئة الذين ما زالوا فريسة لبعض الأوكار التي ما زالت تحتضنهم وتلقنهم أفكاراً ضالة منحرفة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة في كثير من قضايانا المعاصرة مما يتعلق بحقوق ولاة الأمور ومما يتعلق بقضايا الجهاد وأحكامه ومسائله ومما يتعلق بفقه الولاء والبراء ومما يتعلق بفقه التعامل مع الكفار وغيرها من المسائل المعاصرة الساخنة.
ولكن الحقيقة المرة هي أن هذه الفكرة ما أن بدأت تشم الهواء الطلق وتباشر أهالي الأحياء بها وتبادلوا الفرحة والتهاني حتى اكتسحت من قبل قيادات ورموز بعض الأفكار الوافدة ومن أخطرها ما يسمى التنظيم الحركي المنتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين.
هذا التنظيم المشئوم الذي ابتليت به أمة الإسلام الذي لم يترك بيت حجر ولا مدر إلا دخله وأفسد فيه.
وبعد أن فتحت هذه المراكز أبوابها وبعد أن بدأت تمارس أنشطتها انقلبت فرحة الناس ترحاً واستبشارهم حزناً واكتئاباً وحسرة وعتاباً... كيف ذلك؟
مراكز الأحياء تم وضع اليد عليها من قبل قياديي ومنظري بعض الأفكار الوافدة، ربما بعضهم قد تعرض لعقوبة الإيقاف والمنع من قبل الجهات الرسمية عن أي منشط دعوي تعليمي أو تربوي، وبعضهم قد فصل من إمامة المصلين ومنع من خطبة الجمعة لخلل فكري ومنهجي، وإذا به يتصدر إدارة بعض هذه المراكز، وإذا بسكان الأحياء، وهم المعنيون بهذه المراكز وهم من له الأحقية الكاملة بانتخاب القائمين عليها وأعضائها، إذا بهم يفاجأون بافتتاح مراكز أحيائهم، وكأن الأمر لا يعنيهم، بل كأنهم ضيوف شرف على هذه المراكز، وإذا بهم أيضاً يفاجأون بعدد من القائمين على هذه المراكز وعدد من الإداريين والأعضاء قد كلفوا بالعمل بها وطبخ أمرهم بليل، بعضهم ربما يكون من أحياء أخرى، وبعضهم لا يخلو من خلل فكري ومنهجي، وبعضهم...
الجدير بالإشارة أن عدداً من هذه المراكز بدأ يقوم بمهمة وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة التربية والتعليم بإقامة محاضرات دعوية ومناشط تربوية وندوات وأمسيات وغيرها دون إذن مسبق أو حتى علم الجهات الرسمية واستئذانها، وبعضها الآخر بدأ بمهمة جمع التبرعات نيابة عن المؤسسات الخيرية دون إذن رسمي من جهات الاختصاص ودون وكالة شرعية أو حتى إنابة شفهية من المؤسسات الخيرية المخولة والمأذون لها بذلك، وهنا تساؤل مهم: لصالح مَن هذه التبرعات؟!! الله وحده يعلم ذلك.
من المؤكد ومما قرره بعض كبار مؤسسي التنظيم الحركي لجماعة الإخوان المسلمين ضرورة افتتاح مراكز في الأحياء السكنية ترتبط بمؤسسة رسمية تعنى بالشؤون الاجتماعية وتكون بديلاً لبعض المحاضن التي يفطن لها ويتنبه لها من قبل الأنظمة الحاكمة والجهات الرسمية ويصدر بشأنها توجيهات لضبطها والقضاء على ما فيها من خلل فكري ومنهجي وضبط الإشراف عليها.
وما تجدر الإشارة إليه أيضاً أن نظام مراكز الأحياء ما زال مشروعاً متداولاً قيد الدراسة في مجلس الشورى، كما أشار إلى ذلك أحد مسؤولي وزارة الشؤون الاجتماعية في لقاء مباشر معه عبر قناة الإخبارية؛ مما يؤكد أن هذه المراكز قد استعجلت في البدء بأنشطتها وشرعت أبوابها عشوائياً دون استناد إلى نظام معتمد من الجهات الرسمية.
الحقيقة المغيبة أن رسالة مراكز الأحياء الخفية ومهمتها الحقيقية وفي ظل سيطرة التنظيم الحركي عليها العمل على احتواء جميع سكان الأحياء وجميع شرائح المجتمعات فكرياً؛ فالمرحلة تقتضي ذلك حيث وصلت مرحلة التركيز على فئة الشباب إلى مرحلة متقدمة جداً، وتم احتواء عدد كبير منهم فكرياً.
وبقي الآباء والأمهات؛ فهذه المراكز مخصصة وموجهة ومبرمجة للآباء فقط، أما الأمهات فلهن محاضن أشهر من أن تذكر، فكرتها نفس الفكرة وأهدافها نفس الأهداف، وكلها تصب في قناة واحدة؛ احتواء كل أصناف وأطياف المجتمع وإقناعهم بأفكار التنظيم الثورية أو على أقل الأحوال إثارة الشبه لديهم والتشويش على أفكارهم وتحييدهم، إضافة إلى استنزاف أموالهم.
في الختام أود الإشارة إلى أن كل ما كتب هنا عن هذه المراكز حقائق مؤكدة وموثقة، وقد تكرر طلب بعض إخواننا المواطنين في عدد من كبريات المدن عبر اتصالات هاتفية، ومنذ عام تقريباً، ضرورة طرح الموضوع إعلامياً، والتحذير من اختراق هذه المراكز واستثمارها لتحقيق مصالح وأهداف من أهمها وأشدها خطراً مواصلة الدعم الحسي والمادي للتنظيم الحركي والمحافظة على ميراث فكر جماعة الإخوان المسلمين في مجتمعاتنا النقية الطيبة.
مما يجب التنبه له أن الإذن بإقامة هذه المراكز دون ضوابط ونظام سوف يعطي الضوء الأخضر بل قد أعطى الضوء الأخضر لبعض الفرق من مواطني هذه الدولة ورعاياها وممن لا يدين بدينها ولا يؤمن بمنهجها لإقامة هذه المراكز خدمة للمجتمع والاستفادة منها في خدمة المعتقد وتأليب العامة!
وهنا نداء عاجل ودعوة ملحة إلى الجهات المختصة بضرورة التدخل السريع لمعالجة قضية مراكز الأحياء وإيقاف أنشطتها وجميع جهودها المرتجلة والعشوائية حتى يصدر لها نظام معتمد تطمئن إليه النفوس، ومن المهم أن تتولى جهات الاختصاص الرسمية مراقبة ومتابعة تنفيذ هذا النظام بدقة وحذر؛ لأن من ديدن قيادات ومنظري هذا الفكر العبث بالأنظمة والتحايل عليها لخدمة أهدافهم وتحقيق مصالحهم.

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved