مجموعة دراسة العراق تطرح أفكارها اليوم
هل من وصفة سحرية لخروج أمريكا من المستنقع العراقي؟

* واشنطن - توني تشوسكا - (د. ب. أ):
يتأهب الرئيس جورج دبليو. بوش إثر تراجعه السياسي لمواجهة خيارات أحلاها مر وذلك عندما تعرض مجموعة من الشخصيات السياسية البارزة أفكارها بشأن تغيير السياسة الأمريكية في العراق اليوم الأربعاء.
فبعد أسابيع من اللغط الكثير صار السؤال الآن عن حجم الاهتمام الذي سيبديه بوش للتوصيات التي ستصدر عن اللجنة التي يشارك في رئاستها جيمس بيكر الذي خدم في إدارة والده (جورج بوش الأب) وزيراً للخارجية.
وصرح توني سنو كبير المتحدثين الرئاسيين الاثنين قائلاً (ليس ثمة هلع لكن هناك بالتأكيد إحساس باللهفة).
ومن المتوقع أن تقترح اللجنة المؤلفة من 10 أعضاء والتي تشكلت في آذار - مارس الماضي من قبل أعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزبين انسحاباً على مراحل للقوات الأمريكية من العراق بداية من العام القادم لينتهي عام 2008م.
ومن المتوقع أيضاً أن تحث اللجنة على تقديم عروض أمريكية لسوريا وإيران جارتي العراق كي تساعدا في عملية التصدي للعنف الطائفي.
وكان بيكر قد أعرب عن إيمانه بمبدأ (التحدث إلى الأعداء) لكن إدارة بوش ترفض مد الأيدي للخصمين العتيدين. وكان الضغط لأخذ التقرير علي محمل الجد قد تزايد منذ قيام الناخبين الأمريكيين بنقل السيطرة علي الكونجرس بمجلسيه إلى الحزب الديمقراطي المعارض الذي يدعو لتبني إستراتيجية خروج من العراق.
لكن بوش لم يعط أي إشارة إلى أنه سيحدد جدولاً زمنياً لسحب القوات وهو المطلب الأساسى للديمقراطيين وأيضاً للبعض في الحزب الجمهوري نفسه الذي ينتمي إليه الرئيس.
ورد سنو بغضب عندما سئل عما إذا كان تقرير بيكر سيكون بمثابة ورقة التوت لتحول كبير في السياسات. وقال سنو في واشنطن (إن الرئيس ليس بحاجة إلى غطاء، بل يبحث عن معلومات للمساعدة في وضع أفضل تقييم بشأن كيفية التحرك إلى الأمام).
وتبدو الإجابة على السؤال: إلى أين سيقود هذا الطريق؟ غير واضحة الأمر الذي جعل العاصمة الأمريكية تعيش حالة ارتباك فيما تواصل أعداد القتلي في صفوف القوات الأمريكية في العراق الارتفاع.
وتقرير بيكر واحد من بين عدة تقارير مراجعة مماثلة من المقرر أن تكون على مكتب بوش في غضون الأسابيع القليلة القادمة ومنها تقرير ينتظر ظهوره بلهفة من إعداد قادته العسكريين. وصرح مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفن هادلي بأن العملية برمتها ستستغرق (أسابيع وليس شهوراً).
ويتحدث المسؤولون الأمريكيون عن الحاجة إلى تغيير في العراق وإلى تولي الحكومة العراقية زمام الأمور الأمنية في البلاد.
وتضمنت مقترحاته عمليات انسحاب محدودة للقوات الأمريكية في العراق البالغ قوامها 150 ألف جندي وذلك حتى تثبت واشنطن للحكومة العراقية جديتها في الانسحاب في نهاية المطاف. كما أعرب بعض اشد المنتقدين لرامسفيلد من الديمقراطيين عن أفكار مماثلة.
ووعد هادلي مطلع الأسبوع الماضي ب(تغييرات مهمة) في السياسة الأمريكية تجاه العراق. وقال إن بوش يوافق على أن ثمة حاجة ل(تعديل كبير) لكنه لم يتطرق إلى تفصيلات محددة.
وفي إشارة تنم عن الشعور بالخزي تعكس التغيير الذي حدث في السلطة التشريعية قال هادلي إن بوش (يريد الاستماع إلى الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس) في إطار الجهود الرامية لوضع إستراتيجية جديدة.