Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/12/2006G Issue 12487متابعة الاربعاء 15 ذو القعدة 1427 هـ  06 ديسمبر2006 م   العدد  12487
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

اليوم العالمي للتطوع
الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز(*)

في مثل هذا اليوم، من كل عام، تحتفل المؤسسات الحكومية والأهلية والدولية باليوم العالمي للمتطوعين. أما هذا اليوم فيحظى بأهمية خاصة لأنه اعتمد من قِبل الأمم المتحدة ليكون موعد انطلاق العام الدولي للمتطوعين 2001.
إن الإسلام دين معاملة وسلوك وينجلي الإيمان القلبي ودرجته في العمل الظاهري. فالإسلام ليس عبادة ذاتية فحسب وإنما هو أيضاً معاملة متعدية لتحقيق أهداف عالية وسامية ولهذا جعل الإسلام التطوع وأعمال الخير أحد المظاهر التي يحرص على بثها في المجتمع الإسلامي. إن أعمال الخير من أخلاق القرآن وصفة من صفات أهل الإيمان وفضيلة من الفضائل التي أرشد إليها الوحي الرباني.
قال تعالى في محكم تنزيله:(وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (9) سورة الحشر.
وقال تعالى:(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (177) سورة البقرة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من استطاع منكم أن ينفع أخاه بشيء فليفعل)، كما قال عليه الصلاة والسلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)، فكفالة اليتيم والسعي على الأرملة والمسكين وإغاثة الملهوف وتفريج الكرب ونصرة الضعيف وعون المظلوم جميعها من أعمال الخير التطوعية التي يتقرب العبد بها طالباً رضاه سبحانه وتعالى.
نعم إن التطوع ينبع من الذات. وهو امتدادٌ للمواطنة الفاعلة، وهو تعميق للمشاركة المجتمعية من أجل مستقبل أفضل، ومن يعد إلى تراثنا الديني والعربي يجده غنياً بالأمثلة الحية التي تدعو إلى التطوع وتقديم يد العون والمساعدة لكلٍ من يحتاجها. وحقاً إن العمل التطوعي يسهم في نهوض المجتمع اقتصادياً والأهم من ذلك أنه يسهم في تعزيز بنيانه الاجتماعي الداخلي ويزيد من تماسك أبنائه وانتمائهم له، للتغلب على الصعاب التي يواجهها في طريقه نحو مستقبل أفضل.
فعليه ينبغي الاستفادة من هذه المناسبة العالمية والمد الذي يشكله العام الدولي في وضع الخطط والبرامج من أجل دراسة واقع العمل التطوعي والصعاب التي يواجهها المتطوعون والمنظمات التطوعية، وسبل التغلب عليها، والسعي من أجل سن التشريعات التي تدعم المنظمات التطوعية وتسهل عملها بالإضافة إلى العمل على ترسيخ مفاهيم التطوع في المجتمع من خلال المناهج التربوية للأطفال. والعمل على تطوير قدرات المنظمات التطوعية العربية، وتنمية مهارات وقدرات المتطوعين على العمل المنظم من خلال البرامج الحديثة المستخدمة في التخطيط والتدريب والتقويم. ومن الضروري إقامة أكثر من ندوة أو مؤتمر يسعى إلى تسليط الضوء على النجاحات والأخطاء كي يتسنى وضع برنامج شامل للنهوض وتعزيز العمل التطوعي لما فيه خير الإنسان العربي في كل مكان.
وضمن هذا الإطار يمثل المؤتمر السعودي الثاني للتطوع الذي تنظمه جمعية الهلال الأحمر السعودي بالتعاون مع المديرية العامة للدفاع المدني والغرفة التجارية والصناعية بالرياض ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الذي يرعاه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية -حفظه الله ورعاه- خلال الفترة من 21-24 صفر-1428هـ الموافق 11-14-مارس- 2007م بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بمدينة الرياض يمثل أنموذجاً سعودياً يدعم العمل العربي المشترك في مجالات التطوع، ويهدف هذا المؤتمر إلى إبراز الدور الرياضي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في مجال الخدمات التطوعية محلياً وإقليمياً ودولياً. والاستفادة من الخبرات الإقليمية والعالمية في هذا المجال. هذا بالإضافة إلى أن المؤتمر سيناقش عدة موضوعات من خلال محاور منها التطوع من وجهة نظر إسلامية، والتطوع في المجالات الصحية والإغاثية ومجالات الحماية المدنية، ومختلف أوجه خدمة المجتمع من رعاية مسنين وذوي احتياجات خاصة إضافة إلى مناقشة حقوق وواجبات المتطوعين، كذلك الآفاق المستقبلية للعمل التطوعي وآليات إيجاد نظام للعمل التطوعي.
ومن المأمول أن يشارك ضمن فعاليات هذا المؤتمر - بإذن الله - ممثلون عن مؤسسات إغاثية من الخارج والداخل. كما يحضره مندوبون عن بعض المنظمات التطوعية والإغاثية العالمية.. ومن المأمول أن يخرج المشاركون في هذا المؤتمر بوضع تصور حول نظام وطني لعمل التطوع وإيجاد استراتيجية شاملة للعمل التطوعي بالمملكة.
ويأتي هذا المؤتمر امتداداً وتواصلاً لما توليه الدولة برعاية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - من رعاية واهتمام بالأعمال الخيرية والتطوعية والإغاثية.
وفي هذا اليوم أدعو الجميع إلى تشجيع العطاء بلا مقابل للمساهمة الفاعلة في بناء المجتمع والاستفادة من أهم عنصر يستطيع الجميع التطوع به وهو الوقت والجهد والعلم والرأي والخبرة، كأحد أوجه التطوع والعطاء والخير والنماء، فليس المال وحده هو المطلوب وذلك من أجل تحفيز سياسات الأعمال التطوعية وتسهيل أعمالها وتوسيع شبكاتها ونشاطاتها والاعتراف بها واحترامها ووضع الأنظمة التي تنظم أعمالها.

(*) رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved