Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/12/2006G Issue 12490مقـالاتالسبت 18 ذو القعدة 1427 هـ  09 ديسمبر2006 م   العدد  12490
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

قمة جابر

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

صدى العلوم

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

ماذا بعد انتكاسة صقور المحافظين الجدد؟
ندى الفايز

كشف موري فريدمان في كتابه: (ثورة المحافظين الجدد .. المثقفون اليهود وتشكيل السياسة العامة)، محاور جريئة للغاية في دهاليز السياسة الأمريكية الخارجية عندما أوضح قصة من أسماهم بالعصابة الصغيرة، والمقصود بهم المحافظون الجدد الذين اختطفوا السياسة الخارجية من يد الرئيس جورج دبليو بوش، بعد صراع فيما بين اليهود الليبراليين واليهود المحافظين، على اختطاف السُّلطة بالولايات المتحدة، هذا وبذات السياق سبق وأن أوضح جوشوا مورافشيك في مقال له بمجلة (كومنتري) الصادرة في يوم 1 سبتمبر 2003م والتي تُعَد المجلة الناطقة باسم المحافظين الجدد والتي جاء فيها وبصريح العبارة أنّ غالبية المحافظين الجدد هم من أصول يهودية، الأمر الذي يتناغم مع مقالة (آري شافيت) في صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم 5 أبريل 2004 التي تحدث فيها أنّ حرب العراق كانت من بنات أفكار خمسة وعشرين شخصاً من المحافظين الجدد أغلبهم من اليهود، مورداً بذات المقال أسماء هؤلاء المحافظين الجدد من مثقفي اليهود الأمريكان.
من جهة وثيقة الصلة بالموضوع يجدر بنا إعادة قراءة تصريح ريتشارد بيرل العضو السابق حتى عام 2004 في اللجنة السياسية الدفاعية الاستشارية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الذي من المعروف للعيان أنّه لا يستمد قيمته من تلك الوظيفة، بل يستمد ثقله ووزنه بصفته أهم المنظرين للمحافظين الجدد، ويقال إنّه أستاذ منظر لكلٍّ من: ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي، ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق، حيث سبق وأن صرح ريتشارد بالقول لمجلة (فانيتي فير) الأمريكية إنّه لو كان يعلم أنّ الوضع في العراق كان سيصل إلى هذه الدرجة، لاقترح استراتيجيات أخرى غير الحرب للتعامل مع المشكلة!!
أمّا كينيث أولمان العضو السابق بذات اللجنة بالبنتاجون فقد صرح: (أنّ الرئيس جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد من أقل الفرق كفاءة في فترة ما بعد الحرب في العراق)!! وبعد استقالة دونالد رامسفيلد من وزارة الدفاع واستقالة جون بولتون سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة من منصبه، واختفاء العديد من قيادات ومنظِّري المحافظين الجدد .. هل يمكن القول إنّهم خرجوا من الملعب السياسي وأخذوا حتى الكرة معهم؟؟؟
وعليه لا أتصور أنّ أحداً يستطيع الإجابة على هذا السؤال بطريقة منطقية وعقلانية، بقدر ما قاله الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر على ذلك في كتابه المعنون (القيم الأمريكية المعرّضة للخطر)، حيث كشف النقاب أنّ المحافظين الجدد يشكِّلون أكبر خطر على سمعة الولايات المتحدة في العالم، خاصة وأنّهم - حسب ما أوضح - يحتلون المناصب الهامة بالحكومة الأمريكية، ويخططون على فرض الهيمنة الأمريكية على العالم عبر ما يُعرف بالحروب الاستباقية لتحقيق ذلك، موضحاً أنّ ريتشارد تشيني سبق وأن أوضح تفاصيل تلك الخطة وغيرها في تقرير أعدّه قبل ثماني سنوات من تولِّيه منصب نائب الرئيس وذلك بعنوان (استراتيجية الدفاع لعقد التسعينات) واختار مع زملائه المحافظين الجدد، العراق كهدف استراتيجي لتطبيق تلك الخطة بهدف الحفاظ على الأمن في إسرائيل والتمركز الأمريكي بالعراق، كما أوضح الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في كتابه أنّ هؤلاء المحافظين الجدد يؤمنون بأنّ من واجبهم تهيئة العالم إلى عودة المسيح إلى الأرض وتحقيق نبوءة الكتاب المقدس التي تنص (على شنِّ حرب على المسلمين في العراق).
تلك الحقائق من وجهة نظري الشخصية وإن تكن معروفة حتى لدى رجل الشارع البسيط خاصة وأنّ العلم الإسرائيلي يكشف ذلك عبر وجود خطين أزرقين عليه والمقصود بهما نهرا النيل والفرات اللذين يزعمون أنّهما حدود دولتهم الإسرائيلية، كلُّ ذلك وأكثر معروف لكن قول ونشر وشرح ذلك من قِبل شخصية بثقل وعمق الرئيس كارتر تكشف أنّ هناك من ينظر لتلك النوايا بعين غير راضية، ويبشر أنّ الولايات المتحدة وإنْ اخترقت سياسياً غير أنّه ما زال هناك رجال لم تغسل عقولهم بالكامل وتمحى ذاكرتهم بعد، ومن المأمول أن يكون لهم دور استراتيجي في تقويض طموح من يطلقون على أنفسهم صقور السياسة الأمريكية (المحافظون الجدد) خاصة بعد الفشل الذريع لسياسة تغير استراتيجية الأمن القومي الأمريكية وإقرار الضربات الاستباقية بهدف تقديم العراق كنموذج للدول العربية كما اقترح هؤلاء المحافظون الجدد، الذي لا يخفى على رجل الشارع الأمريكي أنّهم كانوا يحاولون إقناع الرؤساء الأمريكيين السابقين منذ الأزل بتبنِّي سياسية الحروب الاستباقية والاستناد إلى ما يسمَّى القيم اليهودية والمسيحية بالوقت الذي كانوا وما زالوا يطالبون الدول العربية والإسلامية بتفريغ المناهج من كافة القيم الدينية الإسلامية!!
وقد حاول المحافظون الجدد استمالة اليمين المسيحي إلى جانبهم منذ البداية عبر الزعم أنّ المسيح حتى يعود إلى الأرض ويحكم العالم وينشر السلام، يلزمه أن تكون إسرائيل مجتمعاً من اليهود فقط خالياً من غيرهم (بدون العرب الفلسطينيين) وعندها يمكن أن ينزل المسيح إلى الأرض، وتدور على حدِّ زعمهم معركة - أرماغيدون - بين الخير والشر، أو كما يزعمون ويدّعون بين الرب والشيطان على أرض إسرائيل، وأوضحوا كذلك أنّ الولايات المتحدة قائمة كدولة للمسيحيين، لكن يتعيّن وجود دولة يهودية بمجتمع يهودي كامل في الشرق الأوسط بهدف ملاقاة قوى الشر والشيطان على حدِّ زعمهم، الأمر الذي يفسر كذلك ظهور إشارات الرئيس بوش الدائمة إلى قوى الخير والشر، وزعمه بوجود محور للشر في العالم يضم بين العراق وإيران وكوريا الشمالية، وإشاراته السابقة عقب أحداث سبتمبر إلى بدء الحروب الصليبية وصراع قوي بين الخير والشر، والتي تتناغم مع تصريحات قديمة للرئيس الراحل رونالد ريغان عندما سبق ووصف الولايات المتحدة بالدولة المسيحية التي تشكِّل قوى الخير ووصف الاتحاد السوفياتي آنذاك بأنّه قوى الشر!!
واستناداً إلى ما تقدَّم، يجدر التنويه إلى أنّ الذي يقرأ التوراة سوف يتأكد له عدم صحة المزاعم التي يحاول بها إضفاء صبغة دينية على السياسية الخارجية الأمريكية التي يستند إليها المحافظون الجدد (ومن قبلهم اليهود) والتي لا يوجد لها مرجعية دينية بكتابهم المقدس الذي يتحدث عن أرض الميعاد وشرط نزول المسيح بعد قيام إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات في التوراة، حيث لم يرد لهما ذكر بأيِّ شكل من الأشكال في كتابيهما بالعهدين القديم (التوراة) والجديد (الإنجيل).

nada@journalist.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved