Al Jazirah NewsPaper Monday  11/12/2006G Issue 12492الرأيالأثنين 20 ذو القعدة 1427 هـ  11 ديسمبر2006 م   العدد  12492
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

قمة جابر

منوعـات

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الجمال والحسن في ميزان الناس
عبدالله إبراهيم البريدي

عندما يرى زيد من الناس x من الأشياء ويقول عنه: إنه جميل وحسن، ثم يرى y ويقول: إنه جميل أيضا، وكلما وقعت عينه على شيء قال: إنه جميل وحسن!!
ثم يأتي عمرو من الناس أيضا ويقول عن y : إنه أجمل وأحسن من x ثم يأتي ثالث ويقول: إنه لا جمال لا في x ولا y أصلا فلا حاجة للمقارنة بتاتا!!
إذا نحن أمام ثلاثة أصناف من البشر، فصنف يرى كل شيء جميلا، وصنف يرى الجمال درجات بين الأشياء في هذا الوجود، فهناك زين) وهناك شين)، وصنف يرى أنه لا جمال أبدا في هذا الوجود، فالزهور والورود كلها بشعة، والقمر في تمامه يذكره بالموت!!
يسأل سائل كيف الخروج من هذه المتاهة؟
نجيبه وبكل أريحية بالقاعدة الذهبية في الحياة الدنيوية ألا وهي: خير الأمور أوسطها) فالوسطية في كل شيء أفضل، ولم لا؟ ونحن أمة الوسطية {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}. فلا نقل لشيء أنه قد بلغ منتهى الجمال، ولا نظلمه فنبخسه حقه من الجمال وإن قل، وأذكر هنا كلمة قالها جدي- رحمه الله-: حتى الخنفسانة فيها جمال) وهذا برأي قمة العقل والعدل!
فلو دققت النظر في الخنفسانة لوجدت فيها شيئا من الجمال وإلا لما سمى الألمان سيارتهم الشهيرة الخنفسانة) فلوكس ويجن!! فهل الألمان من الغباء أو قلة الذوق ليسموا سيارة ينتجونها بهذا الاسم إلا لشيء من الجمال والرشاقة رأوه فيها لم يره غيرهم! ولكن ما الذي يجعل بعضهم ينفي الجمال من كل شيء أو من أغلب الأشياء؟ وما الذي يدفع آخرين أن يجعلوا كل شيء حسنا وجميلا دون استثناء أو تحفظ؟
إنه التطرف ولا سواه، وأعني به التطرف في ذائقة الجمال) عند البعض سواء سلبا أو إيجابا!!
وذائقة الجمال عند كل إنسان لها علاقة بروحه نفسه) فلا أحد يحاول أن يغير من ذائقة أي إنسان لأنه لن يستطيع. وإليكم الدليل الساطع والبرهان القاطع:
ذات يوم كنت مع رفقة طيبة في رحلة برية، وكان الجو خلابا والخضرة طاغية في كل مكان نحل فيه، فأطلق أحد الرفاق قنبلة نووية لاتساوي عندها قنبلة هيروشيما شيئا قنبلة كلامية طبعا)!! فماذا قال؟؟
لقد تنهد وتأفف، ثم سألته: ما بك يا صاحب الذوق المجفف؟
فقال: ما هذا الجو الكئيب؟؟ أينما نذهب يقابلنا الاخضرار!! وإذا اقتربنا من روضة قتلتنا رائحة الخزامى.. أنقذوني يالنشامى!! فماذا تسمون هذه الحالة بربكم؟؟
وإذا شاهد أحدا يضحك أوعرف أحدا ضحوكا لوصمه بالخبال!! هذا النوع من الناس خاطبه إيليا أبو ماضي بقوله:
أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا
ثم إنه مرشح بالتأكيد لبطولة العالم في قتل الجمال!! فهل يلام؟؟ أنا عن نفسي لا ألومه، لأني أعرف أنه من النوع الذي لا يعجبه العجب ولا الفرح في شوال أو رجب!! هذا مثال لنوع من التطرف وهو الحائز على درجة عالية من الرفض من أفراد المجتمع.
أما النوع الآخر من المتطرفين ذوقا جماليا) فهو يحوز على درجة أقل من الكره من المجتمع وهو الذي يرى كل شيء جميلا فهو يتعب من حوله ولكن لا يرهق نفسيا) وهذا يجعله أكثر قبولا من سابقه المحطم للأعصاب والرافع للضغط والجالب للسكر) حمانا الله وإياكم منها ومن غيرها.
وغالبا ما يكون هذا الصنف من الناس صاحب غرائبيات، ومن أمثلته: من يقول لك: إنه يتمتع برؤية الخروف وهو يرفس رفسة الموت عند ذبح الأضاحي!!
وهناك من يقول لك: لقد ظلم القرد من يقول عنه: إنه قبيح، بالعكس ما أجمله وما أملحه)!!!
وآخر يحب أن يرى كل شيء متعدد الألوان، حتى السيارات ولا يستحيي أن يقول: لماذا لا تصنع أمريكا أو اليابان سيارات بألوان كثيرة.. ويضرب أمثلة بلا استحياء قائلا: ما الذي يمنع أن تأتينا سيارات بأعلام دول إفريقيا؟؟ السيارة حلوة بثلاثة أو أربعة ألوان!!!
هذا الجنس من البشر لا يتورع عن بيان إعجابه بالمطبات في الرياض، وعن حبه للعجاج) إذا غطى الرياض!!
ولو شاهد زحمة طريق خريص أو الدائري وقت الذروة لقال: ما أجمل هذه الطرق وما أجمل القيادة في وسط هذا السيل من السيارات.. آه كم أنا مبسوط في هذا الازدحام!!
عزيزي القارئ هذه نصيحة مشفق:
عندما تقابل أحدا من هذين النوعين فلا تصادمه ولا تنادمه) وكن وسطا، وعندما تفارقه ارفع يديك إلى السماء وقل: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك الله به.. فهو مبتلى وقد يعافيه الله ويبتليك.

Al-boraidi@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved