Al Jazirah NewsPaper Saturday  16/12/2006G Issue 12497الثقافيةالسبت 25 ذو القعدة 1427 هـ  16 ديسمبر2006 م   العدد  12497
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

إضاءات رامبو!

إذا كان رامبو شأن القلة من الشعراء الذين يتحدون الظلام بشمعة يوقدها ومساحة بيضاء يسيجها بالأزهار والورود ويطلق في سمائها الفراشات لتضيء روحه العتمة.
إذاً الشاعر يرى روحه شمعة تضيء العالم وفراشة تعانق النار بجناحيها لتحترق وتضيء مصابيح الروح. خلاصة للبشرية على هذا الكوكب.
يرسم الريح المنحدرة من أعالي جبال النرويج، سمة تضفر خصلات شعر أوفيليا الطويل وقلبها يعزف سيمفونية الطبيعية.
فتح شرفته ليعلو أنين الأشجار وتنهيدات الليالي
وصوت البحار الصاخبة الذي يحدث حشرجة هائلة
أما إشرقاته: فوق موجة السكون الليلي
وحيث تغفو النجوم
تعوم الزنبقة البيضاء أوفيليا
ببطء شديد تعوم غافية في غلالاتها الطويلة
ونسمع التهاويل من غابات بعيدة
أكثر من ألف عام
وأوفيليا الحزينة
ما تزال كالشبح الأبيض
تطفو على نهر الليل الطويل
أكثر من ألف عام
وجنونها اللذيذ ما يزال بأغنية
يهدد نسيم المساء
تنشر في التويج بتلاتها التي
هدهدتها الماء برخاوة
صفصاف على كتفها يبكي مرتجفاً
ورود تميل على جبينها الشاسع الحلم
صورة أوفيليا تمضي بنا فوق قالب ممزوج بالثلج والنار
وتخلطنا بريشة ألوان الرغبة والأحلام المستحيلة مع إشعاعات النجوم البراقة.
* يحيرك الشاعر بإصراره على الحلم حتى يدفعك عنوة وأنت مكبل إلى عالمه الفردي، وكأنه أسطورة من سلسلة ناعمة من الكلمات.
الأعشاب تستيقظ من جديد لتجد نفسها في أحضان الماء العكر، كم هو جميل وجهها الشاحب الذي يشبه كرات الثلج الناصعة.
هل كانت أوفيليا من خيال شاسع في ذاكرة رامبو حين سطر لها قصيدته.
الشاحبة أوفيليا جميلة أنتِ كالثلج
نعم، جرفك نهر النزق أيتها الطفلة
فالرياح المنحدرة من أعالي جبال النرويج
حدثتك ِ هامسةً عن مرارة الحرية؛
وأن ذات صباح نيسانيّ، سيجثو لأمامكِ صامتاً
فارس النور، عاطفي ومسكين
يا للسماء، يا للحب، يا للحرية
يا لحلم الطفلة العفوية
شعر رامبو يؤسس الحلم ممزوجا بنار الحلم وحلم النور يرسم من الثرثرة صمتاً ومن الصفاء نقاءً.
قصائد تكره التعكير المبتذل تشبه الشمعة في الظلام والغيمة في السماء قصيدة النثر تحيا في شرنقة البياض، تختصر المسافات ألوانها شفيفة مثل فراشات ترفرف شعراً في فضاء ليل العالم.
عالم غير متكلف يبوح لك، يحملك من زهرة إلى أخرى على جناح فراشة الشعر. يحيا بداخله طفل يلطخ يديه بألوان الشعر والأوراق المبعثرة يحمل في ملامحه أصوات العصافير، ودموع الغيوم الملونة التي تضيء ليل العالم المعتم. عالمه يسافر بك أبعد من الأحاسيس يصنعها حتى تبقى قصيدة بجناحين يحلقان فهي أشبه بفراشة ثم يطلقها في الفضاء الملون.
ما أجمل بياض رامبو وهو يصف الشعر والشعراء بأنهم إخوته وهم أيضاً مسؤولون عن الإنسانية كما قال في رسالة الرائي.

سلوى أبو مدين



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved