مستعجل
عشر ذي الحجة..
عبد الرحمن سعد السماري

عشر ذي الحجة.. هي أفضل أيام السنة على الإطلاق.. هكذا تعلَّمنا من فقهائنا.. وهكذا درسنا.. وهكذا قرأنا.. أنها أفضل أيام السنة.. وأنها الأيام التي أقسم الله بها في القرآن في قوله تعالى (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ).. وقد أقسم الله بها لفضلها ومكانتها وعظمتها..
** وقد قرأنا في الكتب والنشرات والبروشورات التي توزَّع في كل مكان.. عن فضل هذه الأيام وعظمتها.. والأعمال التي يُستحب أن تُؤدى فيها.. من صدقة وتنفّل وصيام وقراءة القرآن وسائر أنواع الطاعات والعبادات المختلفة.. من تسبيح وذكر ودعاء وتكبير.. ومع ذلك فإن البعض تمر عليه هذه الأيام مثل الأيام العادية..
** في رمضان.. نشاهد إقبالاً على الطاعة..
** وفي العشر الأواخر من رمضان.. يتضاعف الإقبال.. ولكن للأسف.. في هذه الأيام الفاضلة جداً.. لا نرى إلا صدوداً وإعراضاً.
** أكثر المساجد.. تمتلئ بالبروشورات التي تحث على الطاعة.. وتُبيِّن فضل هذه الأيام.. وهي لأكثر من عالِم.. كما أن خطباء المساجد والدعاة.. يتحدثون بالتفصيل عن هذه الأيام وفضلها ومكانتها.. ولكن لا أحد يسمع.. ولا أحد يصغي.. إلا ما ندر..
** في رمضان.. تمتلئ المساجد بالمصلين والمتنفّلين.. والذين يقرأون القرآن.
** بعد العصر.. يجلس في المسجد أكثر من نصف المصلين.. يقرأون القرآن حتى قرابة المغرب.. أو حتى أذان المغرب.. وهكذا بعد صلاة الفجر..
** بل نشاهد أعداد المصلين قد تضاعفت في الصلوات المكتوبة.. وتجد الناس وقد بدت عليهم التوبة والإنابة والخشوع والخضوع والعودة إلى الله.. وهم أكثر هدوءاً وسكينة..
** وفي عشر ذي الحجة.. لم يتغيّر شيء.. وكل شيء كما كان في السابق..
** الناس.. لم تتغيّر في برنامجهم.. وحتى نكون منصفين.. نستثني يوم التاسع منه.. وهو يوم عرفة.. أو (الوقفة) فإن الناس تصومه ولكن.. لا يظهر عليها فوق الصيام.. زيادة عمل يستحق الذكر أو تبدّل في أوضاعهم اليومية.. بل أكثرهم.. صائم.. لأن الآخرين صاموا فقط.. أو لأنه.. تعوَّد صيام هذا اليوم..
** لماذا.. هذا الإعراض عن هذه الأيام؟
** ولماذا.. هذا الجحود؟
** ولماذا.. يتم تجاهل هذه الأيام وكأنها أيام عادية ومثل الأيام الأخرى؟
** لماذا قساوة القلوب.. وهي أيام قليلة سريعة تمر وكأنها سويعات؟
** لا أدري.. كيف تمر علينا هذه الأيام الفاضلة.. وكيف تمر مواسم الطاعات ونحن في حالة إعراض.. وفي حالة قساوة قلوب.. وانصراف عن الطاعة؟