Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/04/2008 G Issue 12969
الثلاثاء 24 ربيع الأول 1429   العدد  12969
جدل بين الخبراء حول الدور الإيراني بالمنطقة

القاهرة - «الجزيرة» - طه محمد

تباينت آراء خبراء سياسيون وأكاديميون حول الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة العربية، ما بين رأي داعم للحوار مع ايران، وما بين آراء أخرى تحذر من خطورة زيادة نفوذها بالعالم العربي، واعتبر المشاركون في ندوة (تقييم ومناقشة التقرير الإستراتيجي الإيراني) بالمركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية بالقاهرة أن الدور الإيراني في المنطقة يتعاظم في العراق ولبنان ومحاولاتها للسيطرة على منابع البترول في العراق، وفرض وجودها الشيعي من خلال التمويل الواضح والعلني لحزب الله.

الا أن المشاركين اتفقوا على خطورة الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة, عندما اعتبروه دورا لا يستهان به في المنطقة، وأنها دولة ذات أطماع في المنطقة العربية من أجل خدمة أهدافها الإستراتيجية الدولية.

متفقين على أهمية فتح باب الحوار معها في مختلف المجالات واعتبروا خلال مناقشة التقرير الصادر عن المركز أن الهدف الأول للأمن القومي الإيراني هو دول مجلس التعاون يليها العراق وتركيا ثم بحر قزوين يليه المحيط الهندي ثم إفريقية.

مشيرين إلى أن أهدافها تعتبر كيانا من أجل هدم الكيان العربي والقومية العربية، ومن جانبه أشار حسن عصفور, وزير شؤون المفاوضات الفلسطينية السابق، الى اضطهاد القومية العربية في إيران، نظرا لما تقوم به من أعمال لبسط نفوذها على الدول العربية، مشيرا الى أن البعد الذي تفكر به إيران هو البعد الفارسي، وهو ما يعكس احتلالها لجزر الامارات، فضلا عن تشجيعها للفتنة الطائفية في العراق، وتحالفها الفارسي (الخفي) مع الولايات المتحدة الأمريكية في هذا السياق على حد تعبيره.

وفي المقابل, فان الدكتور محمد قدري سعيد، المستشار الإستراتيجي بمركز الدراسات السياسية بالأهرام، انتقد عدم وجود علاقات للدول العربية في الشرق الأوسط مع إيران على عكس ما لها من علاقات مع دول المغرب العربي، مطالبا بضرورة إعادة تفعيل الحوار العربي الإيراني في كافة المجالات. أما الدكتور محمد السعيد إدريس, رئيس برنامج الدراسات الخليجية بمركز الأهرام للدراسات والسياسات الإستراتيجية، فرفض الانتقادات الموجهة الى إيران. معتبرا أن العيب على من يتقاعس عن القيام بأدواره، وضرورة الحفاظ على مصالح المنطقة، واعتبر أن الغياب العربي عما يحدث في العراق يعد أحد الأسباب التي أدت لفرض النفوذ الإيراني بداخل العراق، مشيرا إلى أن إيران تحقق مكاسب يومية لما لها من اقتصاد خاص بعيد عن الاقتصاد الداخلي وهو اقتصاد قدره بالمليارات لخدمة مصالح إيران وأهدافها.

كما اعتبر الدكتور محمود بركات، رئيس هيئة الطاقة النووية العربية الأسبق، الأمن القومي الإيراني ذا تفاعلات وتقاطعات مع الأمن القومي العربي، معتبرا أن استمرار السياسة الإيرانية التي تستخدم الحل العسكري لفض بعض الخلافات مع الدول العربية مثلما حدث في حالة احتلالها لبعض جزر الامارات، أظهر وجود احتقان إقليمي، انعكس على الأمن القومي العربي والإيراني وطالب بضرورة فتح جسور للحوار مع الدول العربية المجاورة لإيران، خاصة التي تبدي تخوفا من احتمالات تعرضها لتلوث إشعاعي نتيجة للنشاط التكنولوجي الإيراني، معتبرا أن ذلك ربما يساعد على انضباط الأوضاع والتصرفات في المنطقة.

كما طالب وزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر، الدول العربية بعدم تجاهل الدور الإيراني في المنطقة، داعيا الى الحوار معها حتى لا تعطى الفرصة لها لتحقيق مطامعها في المنطقة، مشددا على ضرورة أن يكون هناك حوار مستمر في كافة المجالات السياسية والثقافية والفكرية، وأشار ماهر إلى أن ظهور التيارات الدينية سواء كانت شيعية أو سنية قد بدأت في الظهور مباشرة بعد قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأنها أصبحت الآن ذات مطامع وأهداف لكل منها وهو ما عمل على التفرقة العربية.

ومن جانبه أشار الدكتور محمد عبد السلام، رئيس وحدة دراسات الأمن الإقليمي وثقافة السلام بمركز الدراسات المستقبلية، الى أن الرئيس الإيراني يبدو وكأنه يحارب العالم كله طوال الوقت، حيث ان مفهوم الأمن القومي الإيراني أصبح مفهوما هجوميا على اعتبار بعض المسؤولين الإيرانيين أن دولتهم دولة عظمى في المنطقة.








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد