Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/05/2008 G Issue 13005
الاربعاء 02 جمادى الأول 1429   العدد  13005
الهيئة وتقرير مكافحة الإرهاب
د. سعد بن محمد الفياض

من المعلوم أنه لا مساومة على أمن الوطن، وأمن أهله والمحافظة على منجزاته ومكتسباته، وأن أمن الأوطان من أعظم النعم التي امتن الله بها على عباده، والتي هي من مستلزمات توحيده وعبادته {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}. وإن من أعظم ما يثبت قواعد الأمن في البلاد: إقامة توحيده، والمحافظة على الشعائر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}؛ فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من أعظم شعائر الدين، وسمة من أعظم سمات هذه الأمة المحمدية. من أجل هذا كان مبدأ التعاون بين أفراد المجتمع مبدأ من مبادئ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل مبدأ من أهم مبادئ هذا الدين العظيم، والذي به يكون دفع الكروب، وتجنب الخطوب. يتآزرون في جلب المصالح، ودرء المفاسد، وجلب الخير، ودفع الشر؛ إنه تعاون على البر والتقوى، واتحاد وإخاء، وألفة ومحبة، وأعظمها المحافظة على أمن الوطن ومكتسباته، والوقوف في وجه كل من يريد أن يزعزع أمنه، أو أن ينتهك حقوقه، سواء في أنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم، وذلك من خلال الجهود التي يبذلها (جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وموقفهم الصارم من (الإرهاب والأفكار الدخيلة)، والمتمثل في التقرير الوثائقي الذي تسلمه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والذي يحكي جهود الرئاسة في مكافحة الإرهاب ويوضح الدراسة العلمية الأكاديمية والجهود والبرامج التي قامت بها الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة الأفكار المنحرفة، ودورها الشرعي وواجبها الوطني تجاه مواجهة الإرهاب، والفكر الدخيل على ديننا وبلادنا! من خلال الدراسات والبحوث العلمية، والدراسات الميدانية التوثيقية، والدورات التدريبية التي تقام على مدار العام في مناطق متنوعة من مملكتنا الحبيبة، والمتضمنة تحصين منسوبي الرئاسة من هذا الداء والقائمة على تعليمهم مهارات تفنيد شبهات هذا الفكر الضال المنحرف. وإن هذه الخطوات التي تعتبر في حق رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نقلة نوعية توعوية في منهجية الرئاسة تشكر عليها، وما هذا التقرير التوثيقي الذي قدمته الرئاسة في مكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر الضال إلا دلالة واضحة على الدور الكبير الذي يقوم به رجال الحسبة، وكذلك فيه دلالة على ما تبذله الهيئة من جهد مبارك وسعي مشكور في حراسة أمن البلاد، والحفاظ على منجزاتها، من خلال التخطيط الناجح والرؤى الصائبة والمنهجية العلمية الراسخة، وأنهم رجالُ أمن في الميدان قبل أن يكونوا رجال حسبة، رجالُ أمن يحرصون على وحدة الصف، وجمع الكلمة واتحاد الأمة والسمع والطاعة لولاة الأمر، ونبذ كل ما يؤثر في عرى هذه الوحدة أو يفرق جمعها أو يضعف اتحادها؛ لأنهم يعلمون أن أمن المسلمين حمى الله في أرضه، وأنه تعالى أمر بتوطيده ونشره بين عباده؛ فمن حاول الإخلال بالأمن، أو تفريق الكلمة، أو عمل ما يخيف المسلمين أو يقلقهم من ارتكاب الجرائم الخلقية، أو الإرهابية أو التعدي على الأموال والمكتسبات؛ فقد حاد الله وحاربه في أرضه. وما هذا التقرير إلا دليل واضح على الأرضية الصلبة التي يقف عليها رجال الحسبة من خلال توجيهات ولاة أمرنا - حفظهم الله -.. فشكراً للجهود المبذولة، وشكراً لهذه النقلة المتميزة، وشكراً لتوسيع دائرة الاتصال بين رجال الحسبة والعلماء من خلال الحوار الهادئ والنقد الهادف.

إشارة:

قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.



Saad.alfayyadh@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد