Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/05/2008 G Issue 13005
الاربعاء 02 جمادى الأول 1429   العدد  13005
فكروا للتخلص من السحابة السوداء
عبدالكريم بن صالح الطويان

تتكاثر المطاعم على الشوارع الرئيسة داخل مدننا، وهذا يعني المزيد من مداخن الدخان، الذي يتصاعد ليلوث أجواء الحي المجاور له! هل من حل لصيد هذا الدخان بطريقة علمية، وفلترته قبل خروجه؟ أين المخترعون العلميون؟ أين الذين يفكرون لصحة البيئة!؟ الاختراعات حلَّت كثيراً من مشكلات المدينة، أتعجز عن حل لهذه المصادر من تلويث بيئة المدينة؟ وقل مثل ذلك عن عوادم السيارات، والمصانع والكسارات، لقد حلَّ الإنسان العلمي بإذن الله مشكلات أعقد، فما له لا يفكر بحلول عملية للتخلص من الآثار الضارة للسيارة والمصنع، والمطعم داخل بيئة المدينة؟! يجب أن تنشط البلديات في سفلتة الأحياء فإن الغبار المنبعث من نشاط السيارات داخل المدينة يخنق الناس بالغبار!

يجب أن ننظم بطريقة دقيقة وإيجابية مرور الشاحنات والمعدات الثقيلة داخل المدينة فهي ملوث كبير لفضائها! يجب أن نعي جيداً للأمان الكامل من محطات الصرف الصحي الحديثة، بعدم انبعاث أية روائح تقلق السكان، ونعيد النظر في المواقع الحالية لمواقع الطمر الصحي للنفايات، فالتوسع السريع والمفاجئ للمدن جعل هذه المواقع على حدود المدن، وهدد الأجواء بانبعاث الروائح والغازات الضارة! وعدنا إلى ذات المشكلة القديمة حين كنا نحرقها: ِ(وكأنك يابو زيد ما غزيت)! المدينة الآن تُلوث نفسها للأسف وتغزوها العواصف الرملية القادمة من البيداء كأثر للجفاف وانحسار الغطاء النباتي! فعلى أي الجبهتين تكافح المدينة؟ على جبهة الداخل؟ أم على جبهة الحدود؟! وتلفت حولك في أي موقع من مواقع مدننا ستجد مقاولاً يدفن أو يسفلت مخططاً أو يبني جسرا على طريق، أو ينفذ مشروعاً عمرانيا كبيرا قريبا من السكان، تجده لا يتخذ وسائل حماية البيئة حوله، فالغبار المتصاعد طيلة اليوم يخيم على المنطقة فيضر عماله في الموقع والسكان المحيطين به؟ لماذا لا يستخدم وايتات الماء لرش الطرق التي يستعملها والميدان الذي يعمل فيه كل صباح للحد من هذا الغبار الكثيف الذي يخنق الحي؟ هل العقد الذي معه خلا من إلزامه بهذا الواجب؟ أين الرقابة عليه من الجهات ذات العلاقة؟

وفي هذا الصباح الباكر، والشمس في بداية شروقها، صعدت إلى سطح المبنى، فإذا سحابة سوداء تغطي الأحياء السكنية مع موجة غبارية نشأت من مشاريع جار تنفيذها وحرائق صغيرة على أطراف المدينة، ومداخن مصانع وكسارات، وعوادم معدات ثقيلة، وسيارات، كلها تصنع هذه السحابة السوداء التي تغطي الفضاء!

وتساءلت هذا الصباح وصدري مخنوق بها وبصري مستاء منها: متى وكيف تتخلص أجواء مدننا من هذه السحب السوداء الجاثمة على مدننا؟!

صحة البيئة تعني هواء نقيا صحياً خاليا من الأبخرة والأدخنة والغبار والغازات. أكثر ذلك على سكان المدينة؟ إنه مطلب عصري هام علينا أن نتكاتف جميعاً لتكون مدننا نقية الهواء، صحية الفضاء! تستوعب حضارة العصر العمرانية وتتخلص من أوشابها وأوضارها القاتلة، لا بد من تفعيل أقسام صحة البيئة في البلديات والصحيات. لا بد من جمعية للبيئة في كل مدينة، لا بد من نشطاء للبيئة بين الكتاب والمعلمين والمثقفين، وخطباء الجمعة، وعامة الناس. نحتاج إلى تشجيع كل من نتوقع منه إسهاماً في هذا المجال... ذلك لأننا نستغني عن الطعام والشراب أياماً، لكننا لا نستطيع التخلي عن استنشاق الهواء ثانية واحدة.. نريده إذن نقياً وطيباً لأنه سيملأ الرئتين، وهو ضخ للحياة، وحاجة للبقاء لا غناء عنه!




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد