Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/06/2008 G Issue 13047
الاربعاء 14 جمادىالآخرة 1429   العدد  13047
أضواء
صولات المالكي لمواجهة المتشددين
جاسر عبدالعزيز الجاسر

يسابق رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الزمن للتخلص من الجماعات الإرهابية والمليشيات الطائفية التي عاثت فساداً، وقتلت العديد من العراقيين؛ فقبل انتهاء تفويض القوات الأمريكية وقبل عقد الاتفاقية الأمنية بين حكومة الولايات المتحدة الأمريكية التي (قد) تحجم من دور القوات الأمريكية في المشاركة بالعمليات الأمنية داخل المدن العراقية، ولذا فإن المالكي المطالب بتصفية المتشددين سواء في الطائفة الشيعية أو عند السنة يسابق الزمن أولاً للتخلص من معارضيه من السنة والشيعة معاً، ثانياً لتنفيذ ما يطالب به حلفاؤه سواء من الأمريكيين أو الأحزاب الطائفية المتحالفة مع حكومته للتخلص من التنظيمات العسكرية الطائفية، وخاصة تنظيم القاعدة في الجانب السني، وجيش المهدي في الجانب الشيعي، وينهج المالكي في مواجهته لهذين التنظيمين العسكريين القويين، أسلوب المواجهة المتدرجة، والقيام بعمليات مداهمة لقواعد هذين التنظيمين في معاقلهما بالتناوب لمراكز قوة القاعدة تارة وجيش المهدي تارة أخرى.

البداية كانت مهاجمة عناصر القاعدة في محافظة ديالى حيث كان تنظيم القاعدة قد أعلن عن (دويلته) على غرار دولة طالبان في أفغانستان، فأعلن عن إمارة العراق الإسلامية والتي ضمت محافظات ديالى والأنبار وصلاح الدين والموصل، وأمكن للحملة العسكرية التي استهدفت ديالى وبمساعدة رجال العشائر من القضاء على إمارة القاعدة في العراق، وكانت تنظيمات صحوة العشائر في الأنبار التي مدَّها الأمريكيون بالمال والسلاح قد أبعدت عناصر القاعدة من مدن الأنبار الرئيسة الرمادي والفلوجة والقائم وعانه وهيت والحديثة، مما دفع مسلحي القاعدة إلى التجمع في محافظة ديالى فجاءت المواجهات العسكرية بين القوات الأمريكية والعراقية الحكومية ورجال العشائر دامية أمكن خلالها إضعاف القاعدة كثيراً والقضاء على العديد من (أمرائها) ومنهم أبو مصعب الزرقاوي.

ولكي يوازن في تصديه للإرهابيين من السنة والشيعة أطلق المالكي (صولة الفرسان) في محافظة البصرة التي استهدفت مليشيات جيش المهدي حيث نفذت قوات عراقية بمساندة الجيش الأمريكي عملية عسكرية في نهاية مارس/ آذار الماضي، وقد قتل في هذه العمليات مئات المسلحين من جيش المهدي الذي يعد الذراع العسكري للتيار الصدري الذي اضطر إلى الطلب من أنصاره تسليم أسلحتهم والتوقف عن القتال لتعود البصرة إلى سيطرة الحكومة.

وفي الفترة نفسها أطلقت الحكومة العراقية حملة عسكرية صوب مدينة الصدر التي حولها الصدريون إلى معقل عسكري وقاعدة سياسية لهم، وكانت شبه مغلقة عليهم، إلا أن المالكي وبدعم من عشرة آلاف جندي أمريكي سيطر على المدينة بعد سبعة أسابيع من القتال انتهت بسيطرة الحكومة عليها.

ومن البصرة ومدينة الصدر انطلق المالكي لبسط سيطرة الحكومة عل محافظة نينوى (الموصل) حيث شنت القوات الحكومية بمساندة القوات الأمريكية وصحوات العشائر حملة أطلقوا عليها اسم (أم الربيعين) بدأت أيار/ مايو الماضي وأسفرت عن اعتقال أكثر من ألف مشتبه بينهم عدد كبير من (أمراء) تنظيم القاعدة. وما إن انتهت هذه الحملة التي استهدفت المتشددين السُّنة حتى توجهت القوات الحكومية العراقية والأمريكية إلى ميسان (العمارة) التي حولها التيار الصدري إلى قاعدة لهم مستفيدين من قربها من إيران كونها محافظة حدودية وبها منافذ عديدة تصل منها الأسلحة الإيرانية إلى مليشيات جيش المهدي.

والعملية التي أطلقت عليها الحكومة (بشائر السلام) والتي تبدأ غداً إلا أن التعليمات التي وجهها مقتدى الصدر لأنصاره تطلب منهم عدم الاشتباك مع القوات الحكومية وأنهم لا يعارضون العملية العسكرية إلا إذا أساءت للأبرياء ومعنى هذا أن حكومة المالكي في طريقها إلى تحقيق (نصر) معنوي على المتشددين من كلا الطائفتين تعزز موقف المالكي وحكومته وتجعله قادراً على الوصول إلى اتفاقية (منصفة) مع الأمريكيين.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد