Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/06/2008 G Issue 13055
الخميس 22 جمادىالآخرة 1429   العدد  13055
المنشود
رزق جميل!!
رقية سليمان الهويريني

لطالما وصفت أي عمل إبداعي بالجمال، حتى ولو كان لا يقتصر على الشكل، بل يتعداه للمضمون. فالجمال يأسر النفس، حتى شبه الله عز وجل الصبر بدون تسخط بالجميل. وشبهت العرب التصرف الشهم بالجميل.

وحين يسدي امرؤ لشخص معروفاً فيحمله له ويبحث عن فرصة مناسبة لرده يقال: (رد الجميل).

أقول ذلك حين سمعت عن أحد برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع، وبدأها في تشغيل فرعين باسم (باب رزق جميل) في الرياض والدمام، بعد أن افتتحت فرعها الأول في جدة العام الماضي. ويعد هذا البرنامج إحدى القنوات الخيرية الرائدة التي تصب في خدمة المجتمع، فهو يجمع بين كونه توفير فرص عمل للشابات والمحتاجات، ومركزا للراغبات في فتح مشاريع صغيرة خاصة بهن.

أما عن فرع الرياض فقد بدأ تشغيله في مستهل شهر جمادى الأولى، ويقع على مساحة ألفي متر مربع في حي البديعة بالرياض، إذ تم اختياره ليكون في منطقة تجارية تساهم في زيادة إقبال السيدات عليه. وقد زار المركز آلاف الزوار، وتم استقبال طلبات المئات من الباحثات عن عمل والراغبات في تمويل مشاريعهن الصغيرة، أو الاشتراك في برنامج الأسر المنتجة.

كما يعد فرع الدمام نموذجاً متميزاً، وفرصة مناسبة للسيدات، فهو يقع على شارع تجاري ويوجد بداخله محلات تجارية ذات مساحات متنوعة يمكِّن البائعات من عرض السلع والمنتجات في أماكن آمنة وفترات زمنية مرنة، ويقوم المركز بحصر الفرص الوظيفية للسيدات المتوفرة في شركات القطاع الخاص، وكذلك حصر السير الذاتية للباحثات عن عمل وإعداد وتنظيم المقابلات الشخصية، وإجراء اختبارات القياس للتوظيف، ويوجد به كافتيريا ومطاعم مختلفة وصالونات للتجميل وغيرها من الخدمات الأخرى.

والجميل أن (باب رزق جميل) الذي تم افتتاحه في جدة العام الماضي يوفر بمعدل شهري 200 فرصة عمل للمرأة، من خلال برامج متفرقة تشمل التوظيف المباشر أو التدريب المنتهي بالتوظيف، بالإضافة إلى دعم المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة.

وهنا ألا نكون محقين حين نصف هذا العمل بالجميل والكريم؟ مع استحقاق أبناء عبد اللطيف جميل الشكر على التوسع في هذه المشاريع الخيرية التي تساهم في تأصيل فكرة العمل والإنتاج وليس سد الحاجة الآنية، وتساعد المحتاج ليعتمد على نفسه ويحفظ كرامته، وترسخ ثقافة العمل في المجتمع مهما كان هذا العمل بسيطا في نظر البعض، فهو يحفظ وجه المرء من ذل التسول أو مد اليد للغير يسألهم أعطوه أو منعوه.

وهي دعوة لرجال الأعمال للمبادرة بالأعمال الخيرية المنتجة، كما هي دعوة لوسائل الإعلام المختلفة بالمساهمة في الإشادة بمثل هذه الجهود، والتعريف بنشاطاتها، ونشر فكرتها الإنسانية السامية، وتوجهاتها الاجتماعية الرائدة..

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد