كنت أرأف على أبنائنا وبناتنا طلبتنا، حين بدء الإجازة وكنت أفكر فيما يفكرون فيه، ذلك لأن الفراغ قاتل بل مميت، وكلّ مرة ألتمس لهم فيها العذر لهم وأقول في نفسي: كيف سيمضون وقتهم أهو بالفراغ والنوم وأخرى باللعب!
المؤسف حقاً أن أبناءنا يركلون الوقت بأقدامهم ولا يعبئون به.. والصور أكبر شاهد على ذلك!
ولا زلتُ أناشد وزارة الثقافة الإعلام لتهب مستنفرة وتقدم لطلبتنا يد العون بأن تنشئ لهم مكتبات في كل مدينة ليتسنى لهم من القراءة فيها.. واستعارة الكتب وياليت تشمل كافة التخصصات لنغرس فيهم حبّ المطالعة والقراءة حتى في مجال الرياضة التي يعشقها الصغار والكبار.. لا أعلم إن كان اقتراحي هذا سيؤخذ بعين الاعتبار أم سيظل الفراغ هو سيد الموقف.. دون تحسب له يقطعهم وهم نيام لا يبالون.
الأمر الآخر فئة كبيرة من الشباب يقضون وقتهم في دحرجة وقذف الكرة في الطرقات العامة حتى ساعات متأخرة من الليل وشوارع وطرقات جدة أكبر شاهد على ذلك! وأين الأندية الرياضية ليجدوا متنفساً فيها تستقبلهم وتنمي قدراتهم الجسدية ويجدون فيها متنفساً.. أين نحن من قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه-: (علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل).. أبناؤنا يجوبون الطرقات، حيارى لا منتزهات عامة، يقضون فيها متعة التنزه، لا أندية ثقافية أو رياضية تعنى بهم لا مكتبات عامة ثقافية تغذي عقولهم وتوسع مداركهم فهل لي الحق بأن أحتج أو أنقد تصرفاتهم في فترة الصيف والإجازات.. ولكن لدي اقتراح من القلب أتمنى من الجميع أن يستثمروا وقتهم بالعمل في إجازة الصيف في عمل يشغل وقتهم ويكون لديهم عائد مادي يستفاد منه وأعلم أن صحفنا تفتح أبوابها صيفاً لتدريب الراغبين في العمل في الإجازة الصيفية..
أتمنى من طلبتنا جميعاً بلا تخصيص أن ينخرطوا في أي شيء يعود عليهم بالنفع والفائدة..
غير الاستعراض في قارعات الطريق بالسيارات والسرعة التي كثيراً ما تودي بحياتهم. فالشحنات المكبوتة التي بأجسادهم ولا يوجد بديل آخر لتنفيسها.. ولعلي سمعت في إحدى المدارس عن النشاطات التي تقوم بها مثل رحلات الكشافة والتي فيها أهمية لطاقات الشباب المهدرة لأن فيها تربية وتوجيه. لما تضفي على صاحبها من سمة الخشونة والرجولة وتعدهم للاعتماد على النفس وإشغال وقت الفراغ ليعود عليهم بالفائدة.
فنحن بحاجة لطاقات هؤلاء لخدمة العلم فهلا انخرطوا في المعسكرات كالكشافة والتدريبات البدنية وغيرها من الخدمات التي هم في حاجة لها، وتعود عليهم بالنفع والفائدة، وتهيئهم لتحمل المصاعب وتجعل منهم رجالا يعتمدون على أنفسهم وفي خدمة وطنهم..! وتوجيه طاقاتهم إلى ما ينفع ويفيد، بعيدا عن الترف الذي يفضي إلى المفسدة..
فما أحوجنا لتوظيف شبابنا لنبني منهم رجالا أقوياء.. يتحملوا عبء المسؤولية فيعود ذلك على الوطن بالفائدة. وأذكر مقولة الفاروق عمر -رضي الله عنه-: (اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم).