الكثير من أولياء الأمور يعتقدون أن مسؤولية تربية وتعليم الطلاب والطالبات مناطة بالمدرسة وحدها! لنجد أن كثيرا من أولياء الأمور لا يكلفون أنفسهم لزيارة المدرسة والاطلاع على حال ابنهم أو ابنتهم في المدرسة ولو لمرة واحدة في العام الدراسي!!

هناك أولياء أمور لم يعرفوا بعد أنهم شركاء في التربية والتعليم وأن عليهم التواصل المستمر مع المدرسة من أجل الرقي بمستويات أبنائهم ومساعدتهم لتجاوز المشكلات التي قد يواجهونها والتي قد تكون بدايتها أما من المنزل أو من المدرسة.

هناك طلاب وطالبات يتسببون في الكثير من المشكلات داخل مدارسهم بينما نجد أن المدرسة تقف عاجزة عن حل تلك المشكلات والتي لا يمكن للمدرسة مواجهتها وحدها دون تدخل البيت ممثلا بأولياء أمور الطلبة والطالبات.

هناك مشكلات كثيرة تحدث في مدارسنا منها تطاول الطلاب على معلميهم وتطاول الطلاب على بعضهم البعض وكذلك مشكلات الغياب وهروب بعض الطلاب من المدرسة وضعف مستويات التحصيل العلمي إلى غير ذلك من المشكلات الكثيرة والتي لم تجد إلى الآن حلول ناجعة تكفل القضاء عليها أو خفض نسبها على أقل تقدير.

في فرنسا قامت خمس مئة مدرسة بتدشين خدمة التواصل مع أولياء أمور الطلاب من خلال الإنترنت وسيتم تعميم هذه الخدمة على كافة المدارس الفرنسية خلال الثلاثة أعوام القادمة حيث سيصبح بإمكان أولياء أمور الطلاب الاطلاع على مستويات أبنائهم ومعرفة عدد أيام غيابهم عن المدرسة من خلال الانترنت والذي يدخلون إليه من خلال رقم سري لكل مستخدم, وهذا سيجعل ولي الأمر على اطلاع كامل عن أحوال ابنه أو ابنته في المدرسة من المنزل أو من مقر العمل أو من أي مكان يكون فيه.

فهل ستتحرك وزارة التربية والتعليم في بلادنا إلى الاستفادة من الانترنت ليكون السبيل الأنجع لردم تلك الهوة التي تقع بين المدرسة والبيت والتي انعكست سلبا على الطلاب والطالبات وعلى مستقبلهم التربوي والتعليمي. آمل ذلك.