Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/10/2008 G Issue 13158
الثلاثاء 08 شوال 1429   العدد  13158
الحقيقة شمس
العيد
رجاء العتيبي

ربما بات العيد في مدينتنا (مصطلحاً) لا غير، في عصر يتجدد فيه اليوم ألف مرة، أظنه لم يستطع أن يلاحق الناس والزمن والعادات والتقاليد؛ فوجوده الذهني المتغير جمالاً ومشاعر وأحاسيس أضحى ثابتاً كمادة شمعية تشاهدها بصورة متكررة حتى غدا العيد دلالة واحدة لا يختلف عليها جاران.

العيد المصطلح غير العيد الفكرة غير العيد المشاعر غير العيد التهاني، بل غير العيد الشعائري تلك الثيمة الإيمانية الرائعة التي فيها ينال الجميع أجورهم بعد جهد الصوم.

لم يعد أحد يسأل عن معنى العيد؛ لأنهم اصطلحوا شكلاً أنه العيد وحسب، في حين عده آخرون مقولة من ضمن الأقاويل؛ وهذا ما جعل طلائع العيد في مدينتنا بلا (وهج)، رغم كل المحاولات الرسمية والاجتماعية أن تجعله أكثر بهجة.

شكل العيد هذا، جعله يفقد شيئاً من صداقته مع المدينة وتواصله مع أبناء القرية، وانشغل عنه أهل الحارة بالقنوات الفضائية؛ لأنها أشد إثارةً وأسرع إيقاعاً وأكثر إبداعاً وأقرب إليهم، أما الحارة فبدت وقت (العياد) من دون بشر يجتمعون صباحاً.

العيد الذي اختنق بسبب أزمة اقتصادية والعيد الذي تناثرت أشلاؤه بسبب عبوة ناسفة والعيد الذي رقص مع مادة فضائية يختلف عن العيد أيام زمان حسب كبار السن، الآن فقط نعرف لماذا يكرر الكبار: العيد في الماضي بأنه أفضل وأحسن وأجمل من دون ملل.

لن نعترض عليهم بعد الآن.

أجمل ما في هذه الأيام الغارقة بتصاريح السياسيين، أن ثمة من يحتفل بالعيد ويراه عيداً حقيقياً بكل تفاصيله تفاؤلاً منه وتأكيداً على أن الأسلحة النارية لا يمكن أن تطفئ فرحة طفل بين أصبعيه (قرقيعان) يعلن فيه قدوم العيد.



ra99ja@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6515 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد