Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/05/2009 G Issue 13366
الأحد 08 جمادى الأول 1430   العدد  13366
الأسرة السعودية ولغة الحوار الغائبة
ريم الشايع

 

الأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع وبقدر ما تكون الأسرة متماسكة يكون المجتمع قوياً غير أن المتأمل في واقع كثير من الأسر السعودية الآن يجد كثيراً من المشاكل الخطيرة التي تظهر خللاً واضحاً وقصوراً في أساليب التربية السليمة التي من أهمها الحوار داخل الأسرة وبين أفراد العائلة الواحدة حيث غيَّبت لغة الحوار كثيراً من الأسر فظهر كثير من المشكلات التي تنذر بكارثة فارتفاع نسبة الطلاق لدينا بسبب غياب الحوار بين الزوجين كذلك انحراف الشباب في مستنقعات الجريمة والمخدرات وغياب الحوار أدى وبشكل خطير إلى ظهور قضية الفراغ العاطفي لدى الفتيات ومعه ظهرت مشكلة الابتزاز التي تفرَّد بها المجتمع السعودي على غيره من المجتمعات العربية.. كما أن غياب الحوار يفسد بين الأبناء في الأسرة الواحدة والخلافات التي تنشأ بين الطلاب والمعلمين وتطاول الطلاب على معلميهم مرده إلى غياب الحوار التربوي الصحيح داخل المؤسسات التعليمية.. والعنف الأسري ضد الأطفال هو نتاج لغياب الحوار بين الزوجين فكانت ضحيته براءة ذلك الطفل.. نحن نتجه في أي مشكلة أو جريمة أو مصيبة إلى أسباب سطحية مع أنه من المفترض البحث أولاً في أساليب التربية في الأسرة.. لأنها هي مهد أي إبداع أو موهبة أو انحرافات أو جرائم مع اختلاف الأسباب بالطبع، فغياب الحوار داخل المنزل يُعبِّر بشكل غير مباشر عن نوع من التخلف في التربية، وعدم الاقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أسلوبه القائم على الحوار في التربية.. وفي اعتقادي أنه لا بد من وجود مساحة للحوار، حتى وإن كان الأبناء في سن صغيرة، لأن هذا يُعد تدريباً لهم على المشاركة الأسرية، وحتى إن لم يجد الآباء والأمهات ما يناقشونه، فليحكموا عن أي شيء، وليحرصوا على هذه الجلسة، وهي ستفرز قضاياها، ويشير إلى أهمية هذا الاجتماع اليومي الذي يزيد التقارب والتواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، ويعمق شبكة العلاقات، حتى تعود قوية متماسكة من الداخل، ولا يكون التماسك مجرد مظهر فقط، بينما كل فرد منعزل عن الآخر، وهو حال كثير من الأسر، كما أن هذا الاجتماع يقضي على المشكلات في بدايتها، وذلك لتنوع وتعدد الآراء، ويمنع كثيراً من الانحرافات التي قد تحدث نتيجة لغياب الجو الأسري الدافئ.









reem-22h@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد