Al Jazirah NewsPaper Friday  23/10/2009 G Issue 13539
الجمعة 04 ذو القعدة 1430   العدد  13539
مركاز
حسين علي حسين
-1-

 

تعودت وضع هاتف الجوال على الصامت حالما أدخل غرفة نومي، وعندما أستيقظ أجد - بدون مبالغة - سيلاً من الرسائل من كل مكان، هناك رسائل من شركات الجوال ومن البنوك وشركات السيارات والمستشفيات وهناك أدباء وكتاب - أو أشباههم - باتوا يعلنون عن أنفسهم بواسطة الجوال، وهناك متعهدون لتزويدي بالنكت وشعر المديح مقابل الاتصال على رقم معين، الشيء الوحيد الذي أفتقده أن تكون هناك شركة تقدم العون مجانا لمن يرغب في التخلص من هكذا رسائل، بدون تكاليف أو أضرار!

هذه الرسائل التي تنهال كالسيل على مدار اليوم بدأت تؤثر كثيراً على وسائل الإعلام الأخرى، الصحف والتلفزة وحتى الشوارع والصحف الدعائية المجانية، الجوال هو الجهاز الوحيد الذي يرافقك في كل مكان، في المنزل، الشارع، المكتب، الحمام، حتى وأنت في السرير لا يعتقك، لذلك فإنه يمثل مندوب التسويق الشرس الذي لا فكاك منه، هل من الممكن أخذ إذننا في حال الرغبة بتوجيه رسائل هاتفية، هذه قضية قانونية بالغة الحساسية، للأسف لا أحد ينصف الناس ويتصدى لها، فمن حقي كمشترك أن أبدي رغبتي في عدم استقبال أي رسالة إعلانية، لكن مين يسمع ومين يقرأ، في ظل سيادة شعار، إذا لم يعجبك الهواء القادم من الشباك عليك إغلاقه، حتى لو اختنقت من الحر والرطوبة!

رسائل الجوال في طريقها:

1- للقضاء على إعلانات الصحف والتلفزيون والكمبيوتر.

2- للقضاء على راحة الناس.

3- للقضاء على حقهم في استقبال ما يريدون وما لا يريدون.

-2-

الذي يسافر على الطرق الطويلة في بلادنا يلاحظ على بعضها عدم العناية بتشكيل الحروف الأولى من أسماء القرى والمدن، ما يسبب خلطاً كبيراً لدى الذين يمرون بهذه القرى من غير أهلها، ومن النكت أو الملح التي تروى أن صعيديا كان في الطريق إلى منطقة القصيم، وعندما أشرف على بريدة، لم يقرأها كما نفعل، ولكنه قرأها على أنها (بريد..5!) أما حريملاء فهي (حريم.. لا!) أما (معبر جمال) فهي تدل على اسم زعيم عربي راحل، هكذا تخيل المواطن العربي، وأول ما تبادر إلى ذهنه أن هذه البلاد تحتفل بذلك الزعيم. كل هذه الإشكالات الطريفة علاجها بسيط وواضح، الحرص على تشكيل الأسماء المكتوبة باللغة العربية، مع إضافة اللغة الإنجليزية إن لم تكن موجودة بجانب الأسماء العربية. أما في المدن فهناك أسماء الشوارع وأحياء كثير منها بحاجة إلى إعادة النظر، لأنها ببساطة غير معروفة، وكان من الممكن زيادة مساحة الاسم ووضع تعريف بين قوسين، أو إلغاؤه ووضع أسماء لها دور إيجابي سواء في خدمة البلاد في كافة المجالات أو في خدمة الإنسانية، وبعض الأسماء طويلة حتى انها تأخذ سطرين من اللوحة أو اللافتة، وهكذا اسم كيف يرسخ في الأذهان؟ أسماء الشوارع يجب أن تكون مختصرة، وإذا كان فلابد فإنه يمكن وضع اسم مختصر للعلم الذي سمي الشارع أو الميدان على اسمه، ووضع اسمه الكامل بين قوسين.

أمور بسيطة ولكنها هامة، فمن المسؤول عن هكذا ملاحظة، وزارة النقل أم أمانات وبلديات المدن والقرى، أم وزارة الشؤون البلدية والقروية!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد