Thursday  06/01/2011/2011 Issue 13979

الخميس 02 صفر 1432  العدد  13979

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

مواطنون ينشرون همومهم على عشب (أمّ الحدائق) الفوطة !

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - سفر السالم

تحولت مسطحات حديقة الفوطة الخضراء بحي المربع وسط الرياض إلى مرتع ومأوى يلجأ للعيش فيه من لا منزل له أوعائلة تحتضنه، عشرات من الناس من جنسيات مختلفة وجدوا ضالتهم فيها كمكان للمبيت (المجاني) دون رقيب أو حسيب، وأضحت هذه المسطات غرف نوم متنقلة وملأت أكوام الملابس والبطانيات جنبات الحديقة دون التدخل من الجهات المسؤولة لإزالتها.

«الجزيرة» قامت بجولة ميدانية لتلك الحديقة والتي تعد أقدم حديقة بمدينة الرياض حيث افتتحت سنة 1377هـ، والتقت عدداً من ساكني الحديقة لمعرفة دوافعهم للمبيت فيها.

في البدء قال نزار الفراج 44 عاماً: الحاجة والعوز هما من أوصلاني إلى هذا الوضع، فأنا لا أملك عملاً يدر علي مالاً كما أنني لم أرث من الحياة إلا ثوبي وشنطتي وهذه السجادة التي أنام وأجلس عليها، فكيف أجد من يستقبلني ويؤجرني منزله وأنا لا أملك شيئا. ويبين الفراج أن الحياة متقلبة والهموم تحاصره وليست مستقرة، فشهادتي التي حصلت عليها وهي (دبلوم لغة إنجليزية) لم تشفع لي في بناء مستقبلي وقد وضعت في مهب الريح دون مصدر رزق، مبينا أن ظروف عائلة أجبرته على ترك المنزل وهجره منذ عدة شهور ولم أجد سوى هذه الحديقة في لملمة جروحي.

ويوضح الفراج أن يومه يبدأ قبل صلاة الفجر حيث إن العمالة في الحديقة تبدأ برش وسقي المسطحات الخضراء ويضطر كل المتواجدين إلى النزوح خارجها والكثير منا يذهب للبحث عن لقمة عيش، موضحاً أنه يمارس عمل التعقيب والترجمة وذلك في أوقات نادرة والتي لا تسد حاجته اليومية، فيما نعود قبيل آذان العصر في هذا المكان للسمر مع باقي الإخوة المتواجدين حتى وقت النوم.

أما سعيد المالكي فقصته لم تكن بأفضل حال من زميله الفراج، حيث ترك منزله وأسرته وطفليه بمحافظة الطائف وسكنه بهذه الحديقة منذ ثلاثة أشهر عقب أن خسر وظيفته وأسرته واستقر به الحال في مدينة الرياض وتحديداً بحديقة الفوطة، مشيراً إلى أنه ومنذ قدومه للرياض لايزال يبحث عن عمل يسد رمق حياته وبمرتب زهيد.

ويؤكد المالكي أنه وجد الكثير من قاطني هذه الحديقة يعانون نفس مشكلته، مؤكداً أنه وزع الكثير من الملفات والتي تحتوي على سيرته الذاتية في عدد من الجهات للبحث عن عمل ولكن لم يتحصل على وظيفة حتى الآن، مبيناً أنه يعيش على صدقات وتبرعات أهل الخير الذين يعطفون عليه. وفي جهة أخرى، حاولت «الجزيرة» التحدث مع أحد كبار السن والذي تجاوز عمره الـ70 عاما ولكنه امتنع بحجة أنه مشغول وتغطَّى بشماغة وخلد في نوم عميق.

إلى ذلك قال عامل الحديقة ويدعى امتياز باكستاني الجنسية: غرفتي تعرضت للسرقة كثيرا وتم كسر باب القفل الخارجي لأكثر من مرة واضطررنا لإبلاغ مركز الشرطة كثيراً، مؤكدا أنه في فترة المساء يحدث الكثير من التحرش من هؤلاء الأشخاص لزوار الحديقة ولكن لا أستطيع عمل أي شيء سوى الإبلاغ عن الجهات الأمنية.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة