Thursday  03/03/2011/2011 Issue 14035

الخميس 28 ربيع الأول 1432  العدد  14035

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ما إن تكتمل القناعة لدى أحدنا بفائدة منتج أو مستحضر طبي أو مكمل غذائي من خلال خبر أو تقرير تنشره صحيفة أو تبثه وسيلة إعلامية؛ إلا ويظهر ما يفتت هذه القناعة ويقوض أركانها في تقرير أو خبر آخر ربما نشرته ذات الصحيفة والوسيلة بعد فترة قصيرة من تقريرها الاول، والفارق هو المصدر الذي اعتمدت عليه في تقريرها، مواد غذائية واستهلاكية وغيرها دأب البشر على تناولها والتعامل معها على مدى قرون؛ ثم يأتي من يقول بأضرارها وخطرها على الصحة وينصح ببدائل أكثر فائدة وأقل سوءًا، ثم لا تلبث أن تقرأ ما يفند هذا القول ويؤكد العكس، تأخذك الحيرة ولا تدري من تصدق ولا سيما أن كل الأقوال المتضادة ترتكز على تحليلات المتخصصين، وتشير إلى أنها تستمد معلوماتها من مراكز أبحاث ومختبرات متخصصة، هناك خطأ بالتأكيد سواء كان متعمداً أو عفوياً، عرف به الناشر أو معد البرنامج أو لم يعرف غير أن الاحتمال الأرجح أن الخلاف المصطنع هو بين من يصدر تلك التقارير، ويقول بعض من لهم معرفة بالأمر أنها حلقات وجولات من التنافس بين شركات منتجة لتلك الأصناف مما يعكس ظلالاً من الشكوك حول نوايا من يسرب التقارير إلى وسائل إعلامية وصحفية تتلقفها بحسن نية (غالباً) لتغذية صفحاتها وبرامجها المتخصصة بكل جديد، وهذا ما يجعل المتلقي يتعامل مع هذه التقارير بالحيطة والوجل، ليس خوفاً من تبذير أمواله في أشياء لم يتأكد من فائدتها، بل لأنه يخشى أيضاً أن يدفع نقوده ثمناً لمواد مضرة..

وإذا كانت مثل هذه الشركات والمراكز والوسائل الإعلامية تخوض دون تثبت في هذه الأمور، فكيف نلوم مروجي طب الأعشاب دون خبرة أو دراية بآثارها وانعكاساتها على الصحة، إذ إن الباعة غير المتخصصين قد كثر عددهم في السنوات الأخيرة، وكل يدعي أنه العارف الخبير ويجني من سذاجة المضطرين أموالا طائلة، أو كيف نلوم من يبيع مواد مجهولة على قارعة الطريق بادعاء أنها تعالج أمراضا وأوهاما نفسية دون ان يردعه أحد، وسأروي على عجالة ما شاهدته ذات يوم من تجمع على أحد الأرصفة حول افريقي قد فرش منديلاً كبيراً ونثر عليه أشياء جافة من ثمار أو نوى لبعض النباتات وأغصانا مكسرة، ووجدته يصف الشيء الواحد منها لعدة أمراض ولكن لأشخاص متفرقين لدرجة أنه يؤكد أنها تعالج امراضاً مستعصية.

وفي يوم آخر طلب مني أحد الأقارب اصطحابه لموقع قرب أحد المساجد قال لي: إن فيه شيئاً عجباً، وبعد صلاة العصر انطلق الناس مسرعين نحو منزل بجانب المسجد وبه صالة وغرف لاستقبالهم، وشاب ملتح يقرأ عليهم الرقية بمكبر الصوت (جماعة) لطلب الشفاء، وعنده عدد من الآسيويين يتولون بيع مياه معبأة بعبوات مختلفة وكتب عليها السورة القرآنية ونوع العلاج، مثلاً: (آل عمران.. للمرأة التي لا تحمل.. السعر 850 ريالاً) وهكذا، الأكثر عجبا في المشهدين أن الناس تصدِّق وتشتري!!



 

مبهرجون وغافلون
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة