Monday  07/03/2011/2011 Issue 14039

الأثنين 02 ربيع الثاني 1432  العدد  14039

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

من ضمن الشعارات التي يدندن عليها الغرب وبإلحاح، محاولاً أن يلوي بها أذرع الحكومات العربية: هي حقوق المرأة، وما هي في الواقع إلا كلمة حق أريد بها باطل، لأن المرأة العربية منذ قديم الزمان لها مكانتها بين قومها وأسرتها، وإن كان وجد بعض التصرفات الظالمة فقد أنقذها الإسلام منها وأعطاها كل حقوقها التي تحلم بها أية امرأة في العالم.

ولا يستطيع أي مستقرئ للتاريخ أن لا يرى النماذج النسوية المشرفة المتعددة المعروفة في معظمها، وحتى في عصرنا الحاضر الذي يركز الغربيون مجهرهم عليه: فإننا نراها قد نالت كثيرا من حقوقها العلمية والوظيفية سواء من قِبل الدولة التي ساوتها بأخيها الرجل بما يتلاءم مع طبيعتها التي فطرت عليها، أو من قِبل المجتمع الذي نالت فيه مؤخراً كثيراً من الدلال والمراعاة سواء من طرف الأب أو الزوج الذي قد يضحي الواحد منهما براحته أو وظيفته في سبيل مستقبل ابنته أو زوجته، وهذا أمر ملحوظ.

أما إن كانت الاعتراضات حول أمور كبيرة مثل أنها لم تترشح في انتخابات أو لم تتولَّ مناصب سياسية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أليس من الأوجب على الغرب أن يرينا بالواقع العملي السياسي والتكنولوجي أن المرأة لديهم قد تساوت بالرجل فعلا سياسيا وعلميا، لا مجرد شعارات أو نماذج ضئيلة موجودة في كل زمان ومكان منذ بدء الخليقة، والبرهان على ذلك أن أكبر دولة غربية بل في الكرة الأرضية وهي الولايات المتحدة الأمريكية ؛ فضلت قيادة رجل أسمر، كانت إلى عهد قريب تنظر إلى أمثاله نظرة عنصرية دونية، على أن تقودها امرأة حتى لو كانت من بني جلدتهم ولا ينقصها التعليم أو الذكاء أو الخبرة، ولكن هذه حقيقة يجب الاعتراف بها، وهو أن المجتمعات كلها بما فيها البيئات الديموقراطية مازالت ترى أن الرجال في مجملهم يفوقون النساء في القدرات الجادة، بسبب انشغال المرأة في جوانب الأمومة والنواحي العاطفية، وليس هذا بمعيب إذا كان يندرج في المجال الإيجابي.

إذن التساؤل المطروح هو: هل المرأة دائما ضعيفة ومظلومة ومجني عليها من قبل الرجل القوي الأناني كما يشاع دائما، أم أن هناك خلفيات أخرى لابد من الاعتراف بها ؟ لأن مما يدفع لمثل هذا الطرح هو ما تواترت عليه الأنباء مؤخرا من أن أكبر أسباب تهاوي عروش سياسية كان يشار إليها بالبنان هي المرأة، سواء المرأة الشريكة أم المرأة المعارضة، فالمرأة الشريكة المتمثلة فيمن تحمل مسمى السيدة الأولى قد ركبت فوق أكتاف السلطة فاستغلتها أسوأ استغلال، أثار احتقان بقية فئات المجتمع المغبونة، فقد لعبت بعض زوجات القادة أدوارا خطيرة مدمرة لسلطات أزواجهن، وأوضح مثال على ذلك: ما أخرجته لنا التقارير والتحليلات السياسية في أحداث تونس ومصر، وقبلهما العديد من النماذج الحديثة المشابهة، مثل قرينة رئيس رومانيا السابق تشاوسسكو التي تسببت تدخلاتها وسيطرتها على زوجها وبالتالي على شئون البلاد دون وجه حق إلى القضاء عليها وعليه بصورة مرعبة وحاقدة.

وليست المرأة الشريكة فقط هي التي تسبب تسلطها في إغراق زوجها في طوفان الثورات الشعبية، إنما أيضا المرأة المعارضة، فقد رأيناها في الأحداث الأخيرة تدير التجمعات المناهضة، وتجمع توقيعات المتظاهرين في الفيس بوك، ثم رأيناها تخطب في أنصارها وتوجههم وتشجعهم في عز الاحتجاجات، كما شاهدنا جميعا هؤلاء النساء وهنّ محمولات على الأعناق قبل انتصار الثورات وبعدها.

ويلاحظ المراقب أيضا أنه ثمّة ظاهرة مهمة تتمثل في أنه ليس هناك شكل نسائي معين أو توجه سياسي أو فكري محدد لهؤلاء النسوة، بل هو تنوّع يطغى عليه نموذج المرأة المتحررة السافرة، وذلك في الحالتين معا سواء المرأة الشريكة أم المرأة المعارضة، فهل بعد ذلك مازال هناك من يقول بأن المرأة دائما أو غالبا: ضعيفة ومظلومة ومهضومة الحقوق، ومجرد تابعة للرجل؟!

g.al.alshiakh12@gmail.com
 

حولها ندندن
المرأة ليست دائماً هي المظلومة
د. جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة