Tuesday  03/05/2011/2011 Issue 14096

الثلاثاء 29 جمادى الأول 1432  العدد  14096

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

بعد معاناةٍ طويلةٍ مع المرض، وجحود بعض من أحسن إليهم، وحياةٍ تعدت السبعين بقليل قضاها بالخدمة العامة التي أشبعها بالحب والوفاء، وضمنها بالمشاعر الإنسانية، والرحابة حلماً، وصبراً وسخاءً، وسعة صدر، وتاريخٍ حافلٍ بالعمل الدؤوب، والإنجاز المنظور، رحل عن دنيانا الصديق الحبيب سعادة الأستاذ حسين سجيني، وكيل وزارة التخطيط الأسبق، وعالم الاقتصاد، وخبير التخطيط رحمه الله رحمة وساعة.

ولد أبو شرين (هذه كنيته، حيث لم ينجب سوى ثلاث بنات - رباهن خير تربية، وعلمهن أفضل تعليم، وهن ملتزمات، وناجحات في حياتهن)، ولد بمكة المكرمة من أسرةٍ معروفة، وأتم تعليمه العام فيها، ونال شهادته الجامعية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بمطلع الستينات من القرن الماضي، والماجستير في الاقتصاد من الولايات المتحدة الأمريكية.

عقب عودته للوطن التحق بالوظيفة الحكومية خبيراً ومستشاراً، ومديراً عاماً، ووكيلاً مساعداً إلى أن أصبح الوكيل الأول لوزارة التخطيط إلى جانب رئاسته، وعضويته في العديد من اللجان الفاعلة بالتنمية والتخطيط، لكن بحسب من زاملوه، ومنهم الدكتور فيصل بشير الذي سبقه بوكالة وزارة التخطيط، دوره الأبرز كان وضعه العديد من الخطط الخمسية.

لقد عرف بنزاهته، وإخلاصه وتفانيه بالعمل، وتواضعه الجم، وبشاشته، وحرارة استقباله، الأمر الذي يترك ارتياحاً لكل من يقابله، وحرصه على المصلحة العامة وموضوعيته، وعزوفه عن الظهور والأضواء.

وما لا يعرفه سوى أصدقائه المقربين: أنه دائم السؤال عنهم ليطمئن عليهم، أو ليعتب إذا طال انقطاع الاتصال به حتى لو لم يطل كثيراً الانقطاع، أو يتصل للدعوة إلى غداء، أو عشاء، أو اجتماع حرصاً منه على التواصل، إلا أنه ما كان يثير الاستغراب ان انقطاعه يطول -أحياناً- عن الاتصال، فاتضح أن حسه الإنساني العالي كان يدعوه إلى عدم إيذاء مشاعر محبيه إذا اشتد عليه المرض بحيث باتوا يعلمون السبب. ولعل قلة يعرفون أن حسين سجيني رغم تعويله على الاختصاص بعصر تدفقت فيه المعلومات، واتسعت أبواب المرعفة، وتعددت مناحيها، وتشعبت وتعقدت يرى، وهو مصيب أن التركيز عليه باعتباره العامل الأهم في النهضات النوعية لا يحول دون رفد التخصص بالمزيد من المعارف الأخرى، وإن بقدرٍ لا يرقى إلى مستوى الاختصاص، فهي ضرورة حياتية مطلوبة كل بحسب درجة قدرته، ووقت استيعابه.

 

حسين عبدالله سجيني عمل بصمت.. ورحل بصمت
عبدالله بن محمد الشهيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة