Friday  27/05/2011/2011 Issue 14120

الجمعة 24 جمادى الآخرة 1432  العدد  14120

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هبت ريــــاح الصيف الساخنة والمحملة بالأتربة والمشبعة بالغبار مبكرا، وارتفعت مؤشرات الحرارة إلى درجات قياسية منذرة بصيف شديد السخونة, وأزفت ساعة انطلاق الاختبارات لتعلن بعدها مواسم السياحة والسفر بداياتها المؤذنة برحيل العزاب والعائلات إلى أصقاع الأرض بحثا عن الراحة والاستجمام والجو البارد والتمشيات والتسكع في الأسواق وصرف الريالات. يتحرك الكل هنا وهناك وقد لا يعلم بعضهم بأنهم محاطون بالمخاطر حيث يتربص النصابون انتظارا للفرصة لأخذ نصيبهم من السياح القادمين من الخليج حيث تمتلئ جيوبهم بالدولارات وحقائبهم اليدوية بالمجوهرات ولاقتناص هؤلاء وبالذات البسطاء والسذج منهم والوصول إلى فلوسهم يستخدم الخبثاء المؤثرات الأكثر نجاعة والأسرع في إيقاع الفرائس دون اللجوء لاستخدام وسائل باهظة الثمن فينتقون الكلمات الحلوة لدغدغة مشاعر القادمين من الصحراء ومن يعانون جفافا عاطفيا ويبادرون إلى رب الأسرة أو عائلته ويمطرونهم بأعذب الكلام «اللي يقط الطير من السماء» حتى إذا نسجت خيوط الشبكة بإحكام أصبح من اليسير اصطياد الفريسة واستغلالها إلى آخر قرش تملكه.

أغلب النصابين ينتشرون في الأماكن السياحية وبين أصحاب التكاسي والمسوقين للملابس والعطور المغشوشة وسماسرة الشقق المفروشة ومسوقي الشركات السياحية وخاصة برامج «التايم شير» وهو برنامج يقوم على منح أسبوع سكني أو مجموعة من الأسابيع أو الشهور في فنادق أو شقق في عدد من الدول للزبون المشارك خلال أيام من السنة وشهور بذاتها تحددها الشركة وقد لا توافق الزبون. أغلب من دخل هذه البرامج الخادعة اكتشف كم هو مغفل بعد فترة وجيزة! أول رشفة فيها قطرات محدودة من العسل وآخرها علقم! يزينون لك الأمر ويبسطون لك الموضوع ويخضعون لكل طلباتك وطريقة الدفع التي ترغبها وتلائم ظروفك والدولة التي تفضلها والمدة التي تناسبك وما عندهم أي مانع يمنحوك هدية أو مجموعة من الهدايا طبعا كلها رخيصة وغير مكلفة - وهي عبارة عن زجاجة عطر! أو دعوة على كأس عصير وقطعة كيك - حتى يضمنوا مشاركتك ويقبضوا المعلوم.

كلما ارتفع وعي السائح واكتشف ألاعيبهم ابتكروا له وسائل جديدة أكثر تعقيدا فالهدف في النهاية واحد وهو تحقيق الربح السريع بأقل جهد وتكلفة وأقصر وقت ومن أكبر عدد من السياح الحلوين لذلك احذر لو جاءك أحدهم يدعوك لاحتفال مجاني رتبوه وأعدوا له بعناية ليقدموا لك عروضا متنوعة وعشمهم ألا تخذلهم في قبول أحدها وفي النهاية خليك متفائل دائما وما يوقع إلا الشاطر.

مشكلة أغلب ربعنا أنه يركب الطيارة أو السيارة بعد أن يتخذ قرارا سريعا بالسفر إلى دولة قد لا يعرفها ولأول مرة يذهب إليها وهو لم يحجز السكن ولا المواصلات ليضع نفسه في نهاية الأمر في كماشة السماسرة الذين سيرفعون عليه الأسعار «دبل» في أحسن الأحوال إن لم يتعرض لعملية نصب كبيرة!

تحضرني قصة أحد المواطنين الظرفاء وكان اسمه ريس وقد سافر لبلد مجاور. عند نزوله في المطار بادره السائق مرحبا بقوله أهلا نورت يا ريس فالتفت إليه وقال له كيف عرفت أن اسمي ريس فرد عليه السائق باين من شكلك أنك ريس ولأن المواطن ذكي استثمر الموقف لصالحه فرد عليه ما دام أني ريس وأنت سائق فنفذ الأوامر وتحرك بسرعة! أخيرا لو كل المواطنين مثل ريس ما خفنا عليهم.

shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
نورت يا ريِّس!
د. عبد الرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة