Friday  02/09/2011/2011 Issue 14218

الجمعة 04 شوال 1432  العدد  14218

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

حلم استفاقة
مكارم المختار

رجوع

 

في أي الصباحات يغتسل النهر حين تطلقين أفراسك والخيول من مكامنها لتلهب الأرض المعشوشبة بصهيل مجلجل في مدى السموات أيتها الملهمة سيدتي؟

يثب منها مذعورا النعسان والغفلان نافضا عنه الألوان مازجا أفراحه بأحزانه مغيرا سيمائه؟

في أي المساءات سيدتي يغتسل النهر من أدرانه فتعشب روافده وتثور مياهه لتستعر دواماته متقافزة منتشية بغسل كوثر فراتي ودجلة؟

أيتها الصباحات التي تموء كقطة وادعة في ظل مجرة تبوح أسرارها ومكبوتاتها المفزعة الجميلة؟

آه ياسيدتي،

إليك في المساءات وأينما مملكتك كانت وهي،

ومهما مداك بعيد عن عيني وإدراكي وعلمي،

إليك كل المساءات التي تلقي رأسها التعب على كتف حنانك وتضع على كفيك حملها.

إليك والشمس تخلع عنها ثوبها المتهالك وتسقط مغشية عليها عاشقة مدلهة في أحضانك تنشد التمتع بدفء الليالي ونهارات مساءات حميمة. إليك سيدتي تصحو الايقاظ حين تسري السلاحف والقواقع مع بدء ضياء الصباح وشروق شمس النهار،

تردد اسمك يزحف لاهجا بترنيمة مع بزوغ نجمك.

ويا لفيض حسنك مدى الأيام وكل يوم هو بلغة ونكهة،

فهل تكفي لذاك ياسيدتي حروف ممشوقة؟

أو أيقونة وصور ورسوم ورموز منثانة مذبوحة قربانا لورود زهرك وطلعك البهي وطلتك السنية بوجهك الصبوح الوضيء الضحوك باسم الثغر.

إليك سيدتي كل ما تعتليه النفس أو يعتليها،

وما تذرفه العين أو تبصره،

إليك كلها متى شئت نزقها عنفوانا متى شئت.

ويا ليتني أخبر!

ليتني أزداد خبرا عما أنت فاعلة؟

ماذا عن الأيام التي تطوي ثوانيها في امتداد لاينقطع،

وهي تتنامى متجاوزة القيود؟

علك تراسلي شاردات الهواجس،

وعلي أن أراسل الغيمات الشاردات وأبرق أكاتبهن وأحكي لهن عنك وعن شطآنك ورمالها الناعمة.

علي أن أعبر كل الصخور كل يوم،

الصخور التي ترتسم في ألفاظ مهدورة مسفوحة عند عتبات ملكك ومحراب مملكتك.

ماذا علي أن أفعل؟ هل علي أن أحصي كمًّا من الأعين تجوب أرجاء مملكتك وتفلت من عقالها؟

ويا لمملكتك التي ترصد الطيور وهي ترقص أو تراقص بعضها وتقبل الأيام والأحلام؟

أخبريني سيدتي» كم من الأيام سوف تمر دون سلام وتحية من نحب..؟؟ أخبريني سيدتي» كم من الأيام ستبيع تفاصيل الهوى والعشق للأغراب؟ علني أستفيق وعله حلم،

ولعل علي أن أبدأ بتعطير لحظاتي بأيقونة لك أو صورة مشتهاة منك، وهل لي أن أجرؤ وأطلبها؟؟

مع كل ذاك ستبقى،

ألفاظك،

ضحكاتك،

خصاماتك،

هي كما هي،

وكل ما أتوقعه سكونك وأسئلتك!

بل علي أن أعلم نفسي كيف تستفيق من هذا الحلم الجميل الآسر المؤثر، وعلي أن أفك قيود الأحلام الوادعة في أسرتها وأداعب جميل كوابيسها. ليتني سيدتي أنفذ من جدران الهوى وصروح الغرام وقلاع العشق،

ليتني أنفذ لأعبر إليك

... ليتني ليتني ......

يا سحر الماضين بلا وعود......

ليتني لا أستفيق من حلمي

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة