Friday  02/09/2011/2011 Issue 14218

الجمعة 04 شوال 1432  العدد  14218

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

      

لفضيلة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد -رحمه الله- رسالة صغيرة في حجمها كبيرة في معانيها ومضامينها أسماها (أدب الهاتف) وله -رحمه الله- العديد من البحوث والرسائل التي تمتاز بالدقة والرصانة وجمال الأسلوب وحسن اختيار الألفاظ وهذه الرسالة أتمنى أن يقرأها كل من يستخدم الهاتف ومن في هذا الزمان لم يعد يستخدم الهاتف؟ فقد أصبح الصغير والكبير والغني والفقير يحمل هاتفاً أو هواتف في جيبه، وقد ذكر الشيخ مجموعة من الآداب المطلوبة من الطرفين المتصل والمتصل به وقال: وإن كان بعضها من جانب المتصل آكد وأن هذه الآداب مخرجة فقهياً على آداب الزيارة والاستئذان والكلام والحديث مع الآخرين وجميعها معلومة أو في حكم المعلوم في نصوص الشرع المطهر وجميعها تأتي في قائمة الفضائل والمحاسن التي دعا إليها الإسلام.

ومما جاء في هذه الرسالة اللطيفة من آداب يجب الالتزام بها ويدعو إليها وأمور يحذر منها أقتطف لكم هذه الإشارات الموجزة:

التأكد من صحة الرقم قبل الاتصال حتى لا تقع في غلط فتوقظ نائماً أو تزعج مريضاً أو تشغل غيرك

إذا كان لك حاجة في الاتصال فاذكر أن للناس أشغالاً وحاجات ولهم أوقات طعام وأوقات نوم وراحة، فعليك تحري الوقت المناسب مراعياً ظروف العمل وارتباطات أخيك، وما عليه من واجبات ومسؤوليات.

لكل مقام مقال ولكل مقال مقدار فاحذر الثرثرة والإملال والإطالة والإثقال.

إن السلام من المتصل بداية ونهاية فالمتصل هو القادم فإذا رفعت سماعة الهاتف فبادر بالتحية الإسلامية (السلام عليكم) فهي شعار الإسلام ومفتاح الأمان والسلام وهي شرف لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا تقدم التحايا الأخرى على السلام أو الألفاظ الأجنبية.

إن بعض من ضعف أدبهم وضمر إحساسهم ولطفهم يقصد الفحص والتعرف هل أنت موجود أم لا؟ فإذا رفعت السماعة وقلت: نعم عرف المراد فوضعها وهذا التفحص من التخون المرذول.

التزام الأدب العام في المحادثة والكلام (خفض الصوت) فليكن الصوت في الهاتف منخفضاً, مسموعاً متوسط الأداء لا مزعجاً ولا مخافتاً، والحذر من طريقة النفاخين الهزلاء الذين يثبتون شخصياتهم من خلال الحقائق بنغمات تعاظم بغيضة.

يجب مراعاة الأدب في الحديث مع المرأة، وكذلك الحال للمرأة مع الرجال، فلا للاسترسال في الكلام ولا لتحسين الكلام وتليينه وترميمه وتنغيمه.

إنزال الناس منازلهم حسب مقال المتكلم معك ومنزلته في السن والقدر والقرابة وذي الشأن لاسيما العالم العامل.

من الأدب أن لا تتصل بشخص وأنت في دارك في وسط اختلاط من الأصوات وضجيج الأولاد ولا تحملك الألفة على التبذل ولا متانة الصحبة على القهقهة والإسفاف والتبذل.

من رعاية المصالح وحفظ الأمانة أن تجعل لكل هاتف وظيفته فلا تشغل هاتف المكتب الذي تعمل فيه موظفاً بشؤونك الخاصة، وإذا كنت خارج مكتبك أو منزلك فلا تشغل هواتف الآخرين، إلا بعد الاستئذان والحذر من الإطالة، ولا تطلب الإذن من قليل ذات اليد ولا من ضيق نفس، يأذن وهو متبرم.

هناك هواتف مؤذية وأذية المسلم حرام وهتك حرماته حرام، ومن هذه الأذيات ما يقع في المهاتفة ومنها تسجيل كلام المتكلم دون إذنه وعلمه مهما يكن نوع الكلام دينياً، أو دنيوياً، كفتوى أو مباحثة علمية أو مالية أو ما جرى مجرى ذلك.

هناك من لا يزالون مرضى مرضاً تخطاه الزمن ولكنهم سفهاء بأفعالهم، وتصرفاتهم وهم الذين يزعجون الناس وخاصة النساء بمعاكساتهن وأذيتهن وهذا فعل محرم وإثم ويخشى أن تنزل به عقوبة تلوث وجه كرامته كما قال الإمام الشافعي:

إن الزنى دين فإن أقرضته

كان الوفا من أهل بيتك فاعلم

هذه بعض من الآداب الجميلة وما تقابلها من السلوكيات غير الطيبة التي أوردها فضيلة الشيخ في رسالته اللطيفة, ولكن الكاتب لم يغفل وهو يذكر ذلك أن يؤكد على أمور حميدة باستخدام الهاتف واسماه أو «الهاتف النعش» وقال: بأنه الذي تصل فيه الرحم ولاسيما من قطعك وتسقي به شجرة الإخاء بينك وبين من شاء ممن تعرفه من المسلمين في التهاني الشرعية والبشارة بالخير وقضاء حوائج إخوانك وفي السلام على المريض والدعاء له والسؤال عن حاله بلا إطالة ولا إملال، وفي مواساة مصاب بقريب أو مال أو نحوه فكم في المواساة من تسلية المصاب ولا تحجبك المهاتفة عن سنة نقل الخطى إلى هذه الفضائل ولكن حيث تقصر بك الحال عن الزيارة.

خاتمة:

* أتمنى أن تبادر شركات الاتصالات إلى طباعة رسائل ورقية أو إلكترونية للتذكير بآداب الهاتف.

alomari1420@yahoo.com
 

رياض الفكر
أدب الهاتف
سلمان بن محمد العُمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة