Friday  02/09/2011/2011 Issue 14218

الجمعة 04 شوال 1432  العدد  14218

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

لعبة الحياة
عبدالعزيز محمد الخميس

رجوع

 

إذا أنت أحسست بأنك غريب أو وحيد أو منعزل في هذا المجتمع الذي لا يفهمك، أو الذي يبدو لك ظالماً بالنسبة لك، والذي يبدو أنه لا يقوم بأي جهد لكي يكتشفك، ولا قدّرك حق قدرك، فإن السبب هو أنك لم تعرف، أو ربما لم تشأ، أن تتخلى عن كوابحك، وعن موانعك وعن آرائك المسبقة.

بكلمة أخرى، أنت لم تتكيّف: إذ لا يسعك أن تتناغم مع الوسط المحيط بك، والأشخاص والأشياء المحيطين بك. وغالباً لدينا نوعان من المشاعر بالنسبة إلى الآخر: القبول أو اللا قبول.

لنفرض أن صديقاً جديداً دعاك إلى مكان مخصص لتناول فنجان من القهوة لتوطيد العلاقة معك، ولكن هذا المقهى أنت لا تحبذه، فإنك حينئذ ستحس بشعور اللا قبول، ومن هنا ستعمل على تمثيل دور الصديق المجامل الملاطف، فإذا أنت قبلت دعوته كما هي، فأنت هنا ستقيم أول علاقة على أساس خاطئ، ولكن إذا أنت رفضت بلطف دعوته، مشيراً إلى سبب رفضك، فإن صديقك لا يقدرك فحسب لطبيعتك، بل إنه يسارع، كذلك إلى سؤالك: أي مقهى يروق لك حقاً، وسيبذل جهده ليرضيك.

ففي الموقف الأول، وهو أكثر حدوثاً فعندما تتطور علاقتك مع صديقك الجديد أولاً بأول فإنك ستظهر نوعاً من الحقد عليه، وتعزو إليه لا شعورياً الأضرار والمضايقات التي تتعرض لها. بالطبع، يختلف الشعور بالقبول من موقف إلى آخر. ولكن، دوماً إذا لم تكن تدري: كيف تكون شخصيتك طبيعية أو رسمية فإنك ستميل إلى أن تشيع الاعتقاد بأنك تتقبل تصرفاً ما في حين أن الآخر يحس بأن القضية هي في الحقيقة قضية قبول زائف.

ويقول الكاتب ديل كارنيجي في كتابه (كيف تكون قائداً ناجحاً ومبدعاً) أن يكون المرء ذا شخصية رسمية أو طبيعية في التعامل يعني أن تبرز شخصيته كما هي. إن لك الحق بأن تكابد أحاسيس إيجابية وكذلك سلبية على السواء. وستكسب الكثير إذا أنت عرفت كما أنت تماماً. لا تبتعد عن عتبة تساهلك، وأفصح عن ذلك بلطف. إن البساطة والوضوح أفضل ذريعة لكي تجعل شخصيتك جذابة.

ولكن، ربما لا يمنحك نوع شخصيتك الترضية الكاملة، وتشعر بأنها لا تجتذب طبيعياً الآخرين. لماذا لا تباشر بتنمية الجانب الإيجابي الذي يتمتع به كل واحد؟ أوجده، ثم ركزه إلى أقصى حد، وامنح الآخرين منه ضعفي ما تحتاج إليه منه: بذلك تكسب الأصدقاء والأوفياء.

إن الصداقة تعمل دوماً مثل كرة الثلج.

وأختتم قولي: أوجد في نفسك (العوامل) الطبيعية والفطرية الكفيلة بمنحك شخصية مربحة في لعبة الحياة.

Aziz.mk2@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة