تحليل – وليد العبدالهادي:

أصبحت أمريكا الآن المنطقة الأقل خطورة وأصبح الدولار وسيلة امتصاص للمخاوف القادمة من منطقة اليورو وتلقت كل من العملة الملكية والفرنك السويسري والذهب خسائر فادحة أمام الدولار لكن أسواق الأسهم إذا أخذنا صورة لها عن بعد نجد أنها تلف وتدور حول نفسها (قاع مضاربين)، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة حول أحداث الأسبوع لنعرف ماذا يدور في أسواق المال العالمية:

داوجونز للأسهم الأمريكية

ظل مؤشر الداوجونز متماسكًا مع افتتاح الأسبوع أمام مخاوف أسواق من منطقة اليورو لكنه أرهق المتعاملين بالتذبذب فوق تحت الحاجز النفسي 11000 نقطة بينما ارتفع الدولار إلى مستوى 78 أمام سلة عملاته بسبب ضغوط البنوك الأوروبية على شهية المخاطرة لصناع الأسواق، ومع نهاية الأسبوع وكما هو متوقع في التقرير الماضي أنهى داوجونز بنمط شرائي إيجابي ونتوقع له اختبار مقاومة قريبة من حاجز 12000 نقطة الأسبوع القادم، ومع نمو التضخم وفق قراءة أغسطس على المقياس السنوي إلى 3.8 في المئة نرجح أن تنمو شهية التداول في الأسواق المالية الأمريكية.

الذهب

امتص الدولار مخاوف الأسواق من منطقة اليورو وكان ذلك على حساب الذهب الذي أنهى الأسبوع بنمط بيعي قوي كما هو متوقع في تقرير السبت الماضي، حيث هبط إلى 1772 دولار للأنصة وكسر معه الاتجاه الصاعد الذي بدأ منذ أربعة شهور، ويرجح أن يستمر بالهبوط إلى مستوى 1727 دولار الأسبوع المقبل بعد الدعم الذي تلقته البنوك الأوروبية وعودة الثقة تدريجيًا لليونان.

خام نايمكس

ارتفاع لافت إلى 90.5 دولار رغم إرتفاع العملة الخضراء منذ بداية الأسبوع لكن الجيد أن مخزونات النفط الأمريكية هبطت بقيمة 6.7 مليون برميل وأنهى خام نايمكس أسبوعه بنمط إيجابي عند 89.5 دولار وتجاهل ما يحدث في منطقة اليورو وذلك لتحسن الأسواق في أمريكا لأنَّ أوروبا ليست في مقدمة المستهلكين للنفط، ونتوقع أن يكمل الخام مساره الصاعد ليزور مستوى 91 دولارًا الأسبوع القادم.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

أعلن مع بداية الأسبوع عن تراجع النمو في أسعار المنتجين السنوي في أغسطس لمنطقة اليورو إلى 6.5 في المئة دليل تراجع الطلب على السلع مع ثبات للتضخم عند 2.5 في المئة وكانت المخاوف من تداعيات خفض التصنيف الائتماني لبنوك سويسرية وفرنسية وخفض التصنيف الائتماني لإيطاليا وتراجع الثقة لليونان هذا أرغم الزوج على الهبوط إلى 1.35 لكن مع نهاية الأسبوع أبدى كل من ميركل وساركوزي ثقتهما ببقاء اليونان في منطقة اليورو وعادت الأسهم والعائد على السندات للإرتفاع، بالإضافة إلى إعلان المركزي الأوروبي عن اتفاق مع بنوك مركزية رئيسة على توفير الدولار اللازم حتى نهاية العام (مسكن للألم) ومؤكدًا الآن أن بنوك المنطقة تعاني من أزمة صرف، ونتوقع أن يبدأ الزوج بالتعويض إلى مستوى 1.42 في نمط متوازن للأسبوع.

الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي

هبط الزوج إلى مستوى 1.57 بعد توسع عجز الميزان التجاري لبريطانيا إلى 8.9 مليار جنيه لشهر يوليو وبعد ارتفاع الدولار أمام الجنيه خصوصًا، حيث لم يتأثر اليورو مقارنة بالخسائر الفادحة للجنيه أمام الدولار كذلك ارتفاع التضخم عشر بالمئة بسبب الوقود أبعد المستثمرين عن العملة الملكية وأفضل ما في الأسبوع هو ثبات معدل البطالة عند 7.9 في المئة ويرجح أن يحظى الزوج بحالة من التقاط الأنفاس تعيده إلى 1.60 مؤقتًا.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

الإنتاج الصناعي لشهر يوليو ينكمش 3 في المئة ومؤشر النيكاي للأسهم اليابانية يسجل قاعًا قريبًا من قيعان أغسطس عند 8600 نقطة والمستثمر في طوكيو ممتعض من صعود الين أمام الدولار وحتى الآن الزوج لم يستطع منذ أربعة أشهر تخطي مستوى 80 والحركة السعرية لسوق الأسهم تدل على قرب بيوع حادة للين.

الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري

أسعار المنتجين في سويسرا تؤكد سلبية القطاع الصناعي، حيث انكمشت في أغسطس 1.9 في المئة لكن أعلن عن نمو في الإنتاج الصناعي للربع الثاني 3.6 في المئة وتم تجاهله بحكم تأخر الأرقام والزوج لامس هذا الأسبوع مستوى 0.89 وهو سقف القناة الهابطة واتجاه الصاعد الصغير لا يزال يحمل الزوج والسبب الرئيس هو تركز اهتمام المتعاملين على سوق الأسهم ونشير هنا إلى أن الدولار حقق مكاسب كبيرة هذا الأسبوع على حساب الفرنك السويسري والجنيه الاسترليني. (تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية صباح يوم الخميس الماضي)