Thursday  13/10/2011/2011 Issue 14259

الخميس 15 ذو القعدة 1432  العدد  14259

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ما جدوى المثقف إن لم يكن وطنياً؟!

بل ما جدوى الثقافة إن لم تخدم الوطن ومن ثمَّ لا ضير أن تتدرَّج بشكل تصاعدي لخدمة (الأمة) ثم الإنسانية بشكل أعم وأشمل لتسمو بها إلى المفاهيم والمثل العليا التي تحقق السلام والمحبة والسعادة للإنسان مهما كانت هويته أو عرقه أو جنسه أو لونه، وهذه المثل (القيّمة) لا تتحقق إلا من خلال قيام المثقف وبأدواته النبيلة (بتجسير) العلائق التواشجية بين الإنسان والإنسان الآخر ليساعده هذا التجسير على عدم عبور الشر من هذا السبيل الأبيض حينما يشغله بنوايا وأفعال الخير شريطة أن يكون هذا المثقف (متسلّحاً) بسيف الحق ونشدان العدالة الكبرى.

أي بمعنى أشد وضوحاً هو أن يقف المثقف مع وطنه إزاء أية محنة يمر بها هذا الوطن مطوحاً خلفه كل أثقال التخلّف التي تحدّ من شجاعته ووضوحه وصرامته في حسم المواقف التي يتطلبها منه الوطن، ولعل من أسوأ تلك الأثقال هي (الطائفية) حينما تحاول أن تطغى على بهاء الوطنية ونصاعتها والتي يدعو، بل يكافح المثقف من أجل الحفاظ على ترابطها وتألقها كحالة تحقق الأمن والاستقرار والنماء الذي ينتمي (قلباً وروحاً وفكراً) إليه المثقف الحقيقي غير عابئ بعاطفة الجمهور الذي لا يعرف عن استشراف المستقبل كما يعرف المثقف والذي يجب أن يكون صلباً أمام سطحية الجمهور وتسطحه العاطفي وهذا ما فعله الصديقان الرائعان و(البطلان) أيضاً قاسم حداد وأمين صالح، حينما أحسا أن المظاهرات التي اجتاحت بلادهما (البحرين)، تحمل وجهاً (طائفياً) بغيضاً يريد أن يلعب دوراً يهدف إلى تشويه (الوطن - البحرين) دون أن يعرف أغلب المتظاهرين أنهم يقومون بدور تحركه أيادٍ أجنبية على حساب وحدة وتلاحم الشعب، لذلك وقفا (قاسم وأمين) موقفاً وطنياً ليس بغريب عليهما ضد تلك المظاهرات (الطائفية) على الرغم من أنهما من نفس الطائفة ولكن ليست الطائفة المدفوعة من الخارج والتي تريد محو الوطنية التي طالما ناضل الصديقان قاسم وأمين من أجل تكريسها وحمايتها، بل دفعا (أجمل أيام العمر) من أجلها.

كما تعرف الأجيال التي عايشت مواقفهما الوطنية منذ أوائل السبعينات الميلادية وحتى إصدار (بيانهما) الجريء بإدانة ما يحدث الآن في وطنهما الغالي البحرين من محاولات جبانة تهدف إلى تمزيق وحدته الوطنية غير عابئين بمن يزايد عليهما في الشجاعة والنضال.

 

هذرلوجيا
المثقف والطائفة
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة