Thursday  13/10/2011/2011 Issue 14259

الخميس 15 ذو القعدة 1432  العدد  14259

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ظُهر «الاثنين الماضي», لم أعلم أن خدمة المراسلات الفورية لأجهزة «البلاك بيري» قد توقفت «لأغراض الصيانة والتحديثات « كما أعلنت الشركة لاحقاً، واكتشفت ذلك من خلال مشاهدة الناس في «الشوارع «وعند الإشارات وهم «يقلبون» أجهزتهم الصامتة، ليعودوا بنا لزمن «الإرسال القديم» حيث فتح بعضهم «نافذة سيارته» لينعش « البلاك بيري» ويحركه « اعتقاداً أن الإرسال ضعيف ليضبط «الإشارة»، والبعض «أخرج البطارية» وأعادها بحثاً عن «الخدمة» دون جدوى !!.

حقيقة كنت سعيداً بهذا التوقف «المفاجئ», لنكتشف معه كم أخذتنا التقنية بعيداً عن «ذواتنا»، ليفتح «نافذة» لكل المستخدمين خصوصاً من «جيل الشباب» لمراجعة أنفسهم من خلال توقف « التواصل التقني» قصرياً لساعات، ليستبدلوه بالتواصل المباشر «مرة أخرى « مع المجتمع، ولنعرف كم نحن بعيدين عن واقعنا؟!.

لا غنى لنا بكل تأكيد عن «التكنولوجيا الساحرة» التي سهلت حياتنا وتواصلنا مع العالم، باعتبارها «سمة» من سمات تقدم المجتمع السعودي، فانتشار «الأجهزة» بين يدي الشباب جعلهم ينخرطون في «عالمهم الخاص» تقنياً, وهو ما ساعد وساهم في عزلهم عن «قضايا» المجتمع الحقيقة التي اختزلت مع الأسف في «النكت» والرموز الخاصة في الدردشة، بالقفز على «عادات المجتمع» والتواصل مع الآخرين، والبحث في قضايا بعيدة عن همومنا.

إنها «حقيقة مرة» يجب أن نعترف بها، وإن لم يعجب «كلامي» البعض, فقد فقدنا «الحميمية» بيننا، وبتنا «شخصيات متباعدة» في تفكيرها حتى داخل «الأسرة الواحدة», فعلاقاتنا جافة وهمومنا غير مشتركة بفعل ما خلفته تقنية «البلاك بيري» تحديداً، والتي أشعرت الشاب والفتاة بالحرية والاستقلالية غير المنضبطة، معتقدين أن هذا من زيادة القدرة على فهم «الحياة العصرية» والتعاطي معها بعيدا عن «الكلاسيكية المجتمعية» القديمة، وأن نقد التفاعل و»العصرنة» من «الموروث» القديم الذي يجب عدم الالتفات إليه، فالأخبار تصل تبعاً على رقم «البن»، والتواصل مع العالم الافتراضي على «وذنه» ووداعاً «لسلطة الأب والأسرة، وهو ما انسحب على «مناحي الحياة المختلفة»، فأصبح لكل منا حريته وعالمه بدءاً بمن يختار التواصل معه وانتهاءً بما يتلقاه من رسائل مضرة «أخلاقياً ووطنياً ودينياً».

لست ضد استخدام «البلاك بيري» فأنا من طلائع مستخدميه، ولكن ما يحدث ولا نشعر به أن هناك ما يشبه «الغزو» المنظم فكرياً وعقائدياً وأخلاقياً ووطنياً يصل على شكل «مسجات وروابط يومية» مشبوه بعضها يحوي «مقاطع جنسية» ورسائل ونكت تدعو لتفكك المجتمع، وأخرى تغذي الفرقة والطائفية، تصل إلى «أيدي» المراهقين والمراهقات في غفلة منا، ومن أصحاب أجهزة مجهولين من داخل المملكة أو من خارجها، فمرسلها لا يعرف إلى من تصل فهو يريد «هدم» أخلاق شبابنا, ونحن نعتقد أن توفير مثل هذا الجهاز هو من ضروريات الحياة، وهو كذلك متى ما جعلناه «منضبطاً» كجزء من «التربية» الواجب على الأب والأم والأخ أو الأخت الكبيرة القيام بها ومراقبتها بشكل دوري، دون نزع «الثقة» أو «الشك» في أبنائنا أو اتهامهم بالسلبية ولكن من باب حمايتهم وتوعيتهم وتحصينهم وجعلهم أكثر إدراكاً بخطر ما قد يصل إليهم من رسائل «غير مرغوبة»!!.

رغم أن «انقطاع الخدمة» من الشركة الأم دون «إشعار مسبق» يعد سابقة يجب محاسبتها عليها، عبر تعويض المشتركين عن هذا الإيقاف من قبل مزودي الخدمة لدينا، إلا أننا ندين لهذا التوقف كثيراً، الذي جعلنا نشاهد وجوه لم نعد نألفها، ونسمع أصواتاً فقدناها بفعل نغمة واهتزاز «البلاك بيري» وهو ما يدعو «مستخدميه» لتكرار التجربة و»إيقافه عمداً» بين فترة وأخرى..!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net
 

حبر الشاشة
إيقاف البلاك بيري..!.
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة