Thursday 17/11/2011/2011 Issue 14294

 14294 الخميس 21 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

 

رحل الأمير الإنسان
بسام بن فهد الرشيد

رجوع

 

تتبدد الحروف، وتتوقف الكلمات، ويعجز اللسان، ولا تبقى سوى الدموع برحيل الأمير الإنسان!!!

فالحدث جلل، والمصيبة عظيمة، والفاجعة كبيرة في رحيل الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ولكن هي مشيئة الله سبحانه وتعالى وسنته في خلقه.

رحل أمير الإنسانية، رحل سلطان الخير، ولم ترحل ذكراه الطيبة، وسيرته العطرة، وأعماله الجليلة، بل ستبقى في ذاكرة الملايين.

من للفقراء واليتامى؟

من للأرامل والثكالى؟

من للمرضى والمساكين؟

من للمحتاجين والمعوزين؟

من لهم بعدك يا سلطان؟؟؟

رحل سلطان ولم يرحل من ذاكرة المرضى الذين أمر بعلاجهم..

رحل سلطان ولم يرحل من ذاكرة اليتامى الذين احتضنهم..

رحل سلطان ولم يرحل من ذاكرة المحتاجين والمعوزين الذين قضى حاجاتهم.

عندما يذكر الكرم يقال (يمنى سلطان)، وعندما يذكر الخير يقال (سلطان الخير)، وعندما تذكر البشاشة، يقال (محيا سلطان) حتى أصبحت مضرباً للأمثال.

كان العطاء بلا حرمان.. والمنح بلا حدود..

كان كالسحابة التي لا يتوقف مطرها.. ولا ينقطع خيرها..

كان الغيث الذي تتمناه وتبتهج بقدومه الناس..

ملك قلوب الملايين من أبناء شعبه وأمته بحسن خلقه، وكرم تواضعه، ولين جانبه، وبشاشة وجهه، وابتسامته المعهودة.

كان منظومة متكاملة من القيم الإنسانية، والأخلاق الإسلامية الفاضلة.

تعجز الأقلام، وتنتهي الأوراق في ذكر الصفات النبيلة، والخصال الحميدة، والسجايا الفريدة للأمير الإنسان.

لا أنسى أمره الكريم رحمه الله بنقل ابنتي نوف وعلاجها في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية عندما أصيبت بمرض عضال ألمَّ بها أثناء ابتعاثي للدراسة خارج المملكة، فكانت جسماً هامداً بلا حراك، فعادت لها الحياة، وعادت هي للحياة، بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله.

لقد كان لسموه -رحمه الله- الأثر الكبير في تحسن حالة ابنتي الصحية وعودتها للحركة والمشي مرة أخرى بعد مشيئة الله، سائلاً الله العلي القدير أن يجعل ذلك في موازين حسناته، وكلي أمل في استمرار علاج ابنتي وعلاج الآلاف من المرضى وأن لا ينقطع علاجهم برحيل الأمير الإنسان، واثقاً بالله ثم بأبنائه البررة أن تستمر أعماله الجليلة، ومؤسساته الخيرية في مواصلة دورها الإنساني ليستمر الأجر والثواب لسموه بلا انقطاع.

سائلاً الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم خادم الحرمين الشريفين، وإخوانه، وأبناءه، والأسرة المالكة، والشعب السعودي الكريم الصبر والسلوان.{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

عضو هيئة التدريس - جامعة الجوف

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة