ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 04/04/2012/2012 Issue 14433

 14433 الاربعاء 12 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

من يستطيع المضي بطريقه دون أن يتعثر ورقبته ملتوية للبحث عن بريق الإعجاب والرضا في عيون الآخرين! بالطبع لا أحد، لأن تحول الإطراء والمديح من رغبة إلى حاجة وضرورة ملحة، يسحق إحساس الإنسان بنفسه، ويصيبه بعمى وهمي فلا يرى طريقه، ويؤدي إلى عشوائية ترتيب الأولويات في حياته.

وبالمناسبة فإن فخ البحث عن رضا الناس واستحسانهم ظاهرة عالمية لا يكاد يخلو منها مجتمع، ويصنفها الدكتور واين دبليو على أنها من مواطن الضعف لدى الإنسان، ويشير إلى عمق تلك الرغبة لدى البشر، وكيف يستغلها مبدعو الإعلانات التجارية ويكسبون من خلال الرسائل النفسية التي تحفز تلك الرغبة، مفادها أن منتجاتهم تستطيع أن تمنح السبب لتحصد دهشة العالم وإعجابه، ويقول في ذلك:”إنهم _يقصد المنتجين_ يدركون أن الناس مصابون بعدوى الحاجة إلى قبول واستحسان الآخرين، وهم يستغلون هذه الحاجة عن طريق ابتكار صور ومشاهد بسيطة تقوم بتوصيل الرسائل المطلوبة”.

وما يهمنا هنا كيف نقفز هذا الحاجز؟ ونتفهم ضعف الإنسان أمام الشعور الذي يغذي ثقته بنفسه ولو كانت تغذية وهمية، فالحيوان يقاتل بشراسة وعدوانية في سبيلها، لأنها تمنحه شعور السيطرة والثقة، والرجل عندما يستوعبها لن يستهجن ولع المرأة بالتسوق والتجديد، وكذلك الأنثى يمكنها أن تشبع حاجة الرجل للقبول والاستحسان، ويسعى كلاهما إلى التركيز على مواطن القوة والجمال في الآخر ويبديها دون تحفظ، ولسوف يبحث عنها في مكان آخر إن لم يجدها عاجلاً أم آجلاً.

أما التخلص من هذا المطب وإنزاله في مقام تحصيل الحاصل، إن حدث فأمر جيد، وإن لم يحدث فلن يشكل عائقا، يكون بتحديد حقيقية ما يمنحه فعلاً، وبالرجوع للسنوات الأولى من الحياة، نستطيع أن نكشف الرسائل التي زرعت أن استحسان الآخرين مطلب أساسي بدءاً من الوالدين مرورًا بالمعلم والأقران، فالمحبة وحسن الخلق لا تتقاطع مع تقبل الطفل برأيه حتى لو كان مجانبا للصواب ومنحه حرية القرار وتحمل النتائج، دون اشتراط القبول.

إن أصعب الأسئلة التي تفتك بسعادة الإنسان وطمأنينته، ويرددها بصمت وترقب “هل كنت جيدًا؟ هل خرجت عن الإطار اللائق؟ عسى ما نقدوا علي؟ وش يقولون عني؟ هل أعجبتهم..إلخ

تلك الأسئلة تعطي مؤشرات حول مدى اعتداده بنفسه، وماذا يمكن أن يحدث إن لم يعجب الناس ما صنعت أو ما أنت عليه؟ تلك مشكلتهم وليست مشكلتك، فليذهبوا لجحيم الغيبة والنقد الآثم، المهم أنت ذاتك ماذا تقول عن نفسك، وأي شعور تحمله تجاه مميزاتك، وكيف حالك مع عيوبك؟ وإلى أي مدى تصالحت معها واعتبرتها جزءاً لا يلغي بقيتك.

خارج النص: في الرياضيات تعلمنا تبسيط الكسر في أبسط صورة.. كذلك الإنسان أرجعه لغرائزه البسيطة تعرف علته.

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
«عسى ما نقدوا علي» !
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة