ألقيت مساء يوم الثلاثاء الماضي محاضرة بعنوان: (حفظ الإسلام للضرورات الخمس) باللغة الإنجليزية، ألقاها الداعية علي الديمار، وذلك بجامع الملك فهد في مدينة الباحة.وشرح المحاضر مفهوم الضرورات الخمس وأنواعها وخصائصها قائلاً: إن مفهوم الضرورات الخمس هو مصالح الناس التي لا تستقيم حياتهم إلا بها, لذا فكل الأحكام الشرعية تؤول إليها وتسعى للحفاظ عليها، ثم ذكر أنواعها وهي: الدين: الأحكام، والعقائد، والعبادات التي تنظّم علاقة الناس بربهم وببعضهم البعض، والنفس التي هي حياة الإنسان، والعقل الذي به كرّم الإنسان، وهو مناط التكليف، والنسل أي الذرية، والمال.وبيَّن المحاضر أن سبل حفظ الضرورات الخمس تكون بتحريم كل ما يهدّد بقاءها والأمر بكل ما يعزِّز وجودها وبقاءها، وقال: إن حفظ الدين لن يكون إلا بتحريم الشرك والبدع والردة وسب الدين، والأمر بالدفاع عن الدين والعقيدة ضد المخالفين، لأن الدين عند الله الإسلام، قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، أما حفظ النفس فيكون بالنهي عن كل اعتداء يمس بها كالقتل والتهديد, كما أوجب الإسلام القصاص لحمايتها، قال عزَّ وجلَّ: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}.ثم بيَّن أن حفظ العقل لا يكون، إلا بتحريم كل ما يفسده حسياً كان، كالخمر، والمخدرات، أو معنوياً كالتفكير الفاسد الذي يقود إلى الانحراف من جهة أخرى أمر بالتعلّم والتفكر والاجتهاد، قال تعالى: { {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. أما حفظ النسل فيكون فبتحريم الزنى والقذف والشذوذ الجنسي، وقتل الأولاد بالإجهاض مثلاً.