ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 02/07/2012 Issue 14522 14522 الأثنين 12 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ورود الأمل

 

سجن الماضي

رجوع

 

مطلقة عمري 23 عاماً، عانيت في زواجي السابق لكنني - ولله الحمد - تطلقت وانفرجت أموري، وأنا خائفة من تكرار تجربة الزواج لأنه لا يتقدم لي إلا المتزوجون وأنا مترددة خوفاً من ظلم الزوجة الأولى وخوفاً من أن يكون الزواج لتأديب الزوجة الأولى فقط ثم أُطلّق بعدها.

ولك سائلتي الفاضلة الرد:

يقال إن من أصعب الوظائف الإنسانية وظيفة التفكير!

وهناك أخطاء عديدة نقع فيها عندما نمارس عادة التفكير ومنها (التعميم) وتعني سحب تجربة شخصية على عموم المعاملات.. تخيلي أن طليقك قابل شخصاً يستنصحه عن تكرار تجربة الزواج... فنصحه بعدم الإقدام!

وبرر لهذا تجربة سابقة خاضها..

وقال له مبرراً: إن النساء كلّهن من طينة وحدة!

أظنكِ أول من يستنكر هذا المسار الفكري!

لاحظت أنكِ عممتِ تجربتك على الرغم من عدم وضوح معالمها! وعممتِ تجربة أختك على الرغم من أن هناك أكثر من تفسير لطلاقها غير ما استقر عندك! ومن أقرب التفاسير أنها هي سبب الانفصال!

تخوفت من أن يكون المتقدم إليك زوجاً ينتقم من زوجته وأنه سيجعلك أداة للانتقام! وقد تزوجها ليؤدب زوجته!

دعينا نحلل هذا الرأي بالبحث عن بدائل أخرى،

فلعله طلقها بعدما أعيته الحيلة في تأديبها!

دعيه يؤدب زوجته إذا كانت قد أخطأت وتمادت في الخطأ واملكي قلبه وعقله فهو حق مكفول لك!

وعليها أن تتحمل مسؤولية تراخيها وليس ثمة مسؤولية أدبية ولا شرعية تلحق بك وليس من شأنك التوسع في هذا الشأن بحمل الكرة الأرضية على رأسك!

أختي إن الاستغراق في التفاصيل بتفكير ذي صبغة سوداوية وبزاوية ضيقة نتيجته الإحجام والبقاء في دائرة ضيقة!

وهذا خطأ ثان من أخطاء التفكير وهو ما يسمى (التصفية الذهنية) حيث التركيز على النقاط السيئة وعدم الالتفات إلى الدوائر البيضاء.

أختي الكريمة إن ما أباحه الله لن يلحقه ظلم ولن يتبعه لوم فتحرري من كل المعتقدات السلبية تلك!

وفي هذا الشأن يروى أن مجموعة من الجنود أسروا وحبسوا في سجون النازية وقد اشتد كربهم وأظلمت لياليهم داخل هاتيك السجون الرهيبة فكانوا في حالة نفسية مخيفة،

وكان حديثهم مع ذواتهم يدور حول فلك لماذا نحن هنا؟

ولماذا ظلمنا هتلر ونال منا؟ نحن أشخاص طيبون فلماذا حدث لنا كل هذا؟

وقد أودت بهم تلك الأسئلة (السلبية) إلى وضع نفسيّ سيء!

وفي أحد أركان المعتقل كان هناك سجين (حكيم) قد أحسن ترويض نفسه وتشرب معاني الإيجابية حيث أخذ يحاور نفسه ويسألها سؤالاً مختلفاً عن أصحابه! كان يكرر على نفسه سؤالاً جميلاً! وهو كيف أخرج من هنا؟ كيف أنجو بنفسي؟

كيف أتحرر من هذا الأذى؟ والنتيجة المنطقية أن عقله سيعطيه إجابات متجددة لتلك الأسئلة الجميلة. وهو ما أبقى الرجل في حالة تحفّز دائم وأمل مستمر! حتى حانت الفرصة للهرب حيث رمى بنفسه بين مجموعة من الموتى موهماً الحراس بأنه منهم!

إذ جمعوا الموتى (وقد انضم لهم) في إحدى الشاحنات وأٌلقي بهم في الصحراء ومنها استطاع النجاة، ويعود هذا إلى حسن حواره مع نفسه حيث أحسن السؤال فأحسن الإجابة!

أختي ما أنصحك به هو أن تسألي نفسك أمثال تلك الأسئلة!

كيف أكون إنسانة أفضل؟ ما هي الأشياء التي إن فعلتها سأصبح زوجة أرقى؟ ماذا ينقص شخصيتي الآن حتى تكون أكثر جاذبية ؟

وما أجمل قول أحد علماء النفس الرائعين في معرض نصيحته للباحثين عن السعادة حيث أكد أن السعادة الحقيقية في حياتنا تأتي عندما نتصرف كما لو كنا سعداء، وإذا لم نستشعر البهجة فعلينا أن نعيش كما لو كنا مبتهجين وقال إن هذا التظاهر بالسعادة والابتهاج يخفف عن النفس بعض شقائها ويعينها على احتمال الحياة.

ومن المعلوم أن أول نصيحة يوصي بها الطبيب الشخص الذي يعاني من الأرق هي الاستلقاء على السرير فترة الأرق وسيكسب استرخاء الأعضاء، وبذلك سيحقق بعض ما يحققه النوم الطبيعي من راحة وتجديد فما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه.

استعيني بالله واطوي صفحة الماضي وركّزي على مستقبلك، أنقذي نفسك من سجن التشاؤم وتحرري من قيد التعاسة، فقد تجرعت من العلقم ما يكفي وقد آن الأوان لأن تنفتحي للحياة فنحن لا نستطيع أن نغير الأمس أو نعدل في تفاصيله وليس من العدل أبداً أن نعيش كضحايا للأبد، فالسعادة رحلة وليست هدفا.. تذكري دائماً وأبداً تلك الحكمة الجميلة القائلة : (إن من يتقن فن العيش مع نفسه لن يعرف البؤس أبداً) تفاءلي وأحسني الظنّ بخالقك، هناك ستجدين أن للحياة معنى أجمل.

شعاع: يمكنك توجيه الشراع كما تريد ولكن لن تستطيع التحكم باتجاه الريح.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة