Tuesday 01/10/2013 Issue 14978 الثلاثاء 25 ذو القعدة 1434 العدد
01-10-2013

سورية تحت الفصل السابع!

عندما يطالب وزير الخارجية السعودية - الأمير - سعود الفيصل في اجتماع الدورة 68 الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بتوثيق الاتفاق - الأمريكي الروسي - حول سورية بقرار من مجلس الأمن - تحت الفصل السابع -، يلزم النظام السوري الذي فقد شرعيته بالالتزام بالاتفاق، وعدم استغلاله؛ لكسب المزيد من الوقت، والقيام بالمزيد من التنكيل بالشعب السوري، مع الإفلات من العقاب، فهو يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته عن تدهور الأوضاع، - ولا سيما - أن الموقف الروسي - هذه الأيام -، يشهد تراجعا على ضوء التحولات التي تمر بها المنطقة؛ بسبب ميزان القوى على الأرض، وبسبب تغير مواقف بعض القوى الإقليمية، والدولية - في المقابل -؛ ليغير هذا التحول من دينامية السياسة الدولية في المنطقة، ويعمل على خلق جيوبوليتكي جديد.

اتسم الموقف الروسي بالازدواجية في المعايير في التعامل مع الملف السوري، ومعارضتها - منذ بداية الأزمة - وأفشل - بالتالي - كل المساعي الدولية في استصدار قرار من مجلس الأمن يدين النظام السوري، فقد جاء وصف - الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين ، بأن اتهام الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية،: بأنه «هراء»، مخيبا للآمال؛ ولتمضي الأمور قدما - مع الأسف - نحو المجهول. وتسبب الموقف الروسي في نزف دماء كثيرة في سورية، فتعدى عدد القتلى المائة وعشرة آلاف قتيل. ولا تزال روسيا تقف إلى جوار النظام الظالم ضد المدنيين العزل، - سواء - بسلاحها، أو بدعمها السياسي، وهو ما كلف الشعب السوري تضحيات بشرية هائلة، - إضافة - إلى تخوف المجتمع الدولي المتوقع من تحول سورية إلى صومال أخرى - لا قدر الله -؛ حتى جعل الرئيس السوري - قبل أيام - يتحدث بكل ثقة في حوار مع شبكة «تيليسور الفنزويلية»، بأن: «وجود الفصل السابع في القرار الأممي، لا يقلق سورية»؛ لثقته المطلقة بالحماية الروسية.

صحيح، أن العالم يشهد تبلور التعددية القطبية، وإنهاء الاحتكار الأمريكي في إدارة الشأن الدولي، وتصحيح الخلل في التوازن الدولي، وهذا ما جعل الدور الروسي بأبعاده السياسية، والعسكرية، والدبلوماسية يتنامى منذ موقفها الحاسم خلال أزمة أوسيتيا الجنوبية عام 2008م. وبحسب الاعتبارات السابقة، ومتطلبات المصالح، وترتيب تفاصيل الخريطة القادمة لسورية، وإن كانت الصفقات لم تنضج بعد؛ لإنهاء الحرب السورية، مما جعل روسيا طرفا فاعلا بشكل مباشر في الأزمة السورية.

ستراهن روسيا على سورية كحليف استراتيجي هام؛ حتى لا تخسر منطقة الشرق الأوسط برمتها. وستصر على صيغة تضمن بقاء النظام السوري، وتوكيله صلاحيات كاملة في إتمام العملية السياسية الانتقالية في سورية إلى انتخابات 2014 م، باعتبارها لاعباً مهماً على الساحة الدولية، ولها تأثير بالغ في قلب الأحداث في معظم دول العالم، - وتحديداً - ما يتعلق بالملف السوري. ولولا موقفها الاستراتيجي بتحالفها مع إيران، ودعمها العسكري الذي تقدمه روسيا للنظام السوري، لما تمكن هذا النظام من البقاء. ومن هنا يأتي الموقف الروسي، بجعل المصالح المشتركة لها مع إيران، أمراً واضحاً في حماية النظام السوري من جهة، وتأثير الوجود الإيراني في الملف السوري من جهة أخرى.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

 
مقالات أخرى للكاتب