Wednesday 02/10/2013 Issue 14979 الاربعاء 26 ذو القعدة 1434 العدد
02-10-2013

كيف نطفئ نار العنصرية؟

لا أرى جوهر المشكلة يكمن في المدرجات عند أولئك المراهقين فقط.. ولا من يهتفون بها.. لكن الإشكالية الأكبر هي في من يستغلها لتحقيق أهداف رخيصة بدعوى الغيرة على الآداب أو الوطنية..

* أعني أولئك الذين لا تحرّك الهتافات شعرة في رؤوسهم إذا سمعوها من مدرج آخر.. في حين يرتدون ثياب الواعظين ويذرفون الدموع ويحذرون من تفتيت الوحدة الوطنية.. إذا تهيأ لهم أنهم سمعوا هتافاً من مدرج أزرق.

* عادل جمجوم حمَّل نفسه ما لا يطيق في محاولة لانتشال الاتحاد من مشاكله المادية التي انعكست على مستويات الفريق الفنية.. ووجد نفسه في حرج بعد السقوط الخماسي.. هزيمة مذلة لن يقبل بها جمهور العميد.. فهذه النتائج تسقط إدارات.

* إدارة جمجوم لم تنجح في حل مشاكل الفريق المالية.. بل أخَّرت انفجار هذه القنبلة الموقوتة إلى وقت قادم.. بعد أن جدولت مستحقات الدائنين.. إلى فترة سداد قريبة..

* هذه الإدارة بعد السقوط أمام الأزرق لم تجد حلاً لإنقاذ رقبتها إلا صرف أنظار جمهور الاتحاد عن الخماسية بإصدار بيان عاطفي متوتر شحن فيه كل التهم لاتحاد الكرة فضلاً عن جمهور الهلال..

* ودون التفكير بالعواقب لم يتردد جمجوم في فتح مثل هذه الموضوعات الحساسة في مجتمع شبابي عاطفي.. بل لعب على وتر المناطقية والإقليمية والوحدة الوطنية.. كل هذا لصرف الأنظار عن الخماسية الزرقاء.. فلا بد من محاسبته بشدة وتحذيره من تكرار اللعب بالنار في وسط شبابي مندفع..

طرق محاصرة

(داء العنصرية)

* أول طرق معالجته محاولة إماتته بعدم التطرق له.. وليس استغلاله لضرب الجماهير بعضها ببعض..

* وكذا معاقبة من يخرج فضائياً ليتحدث عن عنصرية أو طلب معاقبة المدرج الفلاني لمجرد التوهم والظن أنه صدر من هذا المدرج هتافاً غير لائق.. ما لم يقدم دليلاً قطعياً..

* منع المتاجرة بالعنصرية.. وعدم التسامح مع من يفعلها ويثيرها من خلال الوسائل الإعلامية مرئية أو ورقية..

* هذا مهم جداً.. الابتعاد عن الترصد والتصنت أو تشغيل أجهزة التسجيل.. و(الاندساس) بين الجماهير في المدرج لالتقاط عبارة من هنا أو هناك.. فهذا سيُدخل وسطنا الرياضي بمشاكل كبيرة وعويصة.. وستحوّل كرتنا إلى كره وبغضاء ومشاحنات ومهاترات وتراشق ونقل المنافسات خارج الملعب.. ونحن لا ينقصنا مشاكل..

* أي هتاف عنصري أو هتاف مشين كالقذف.. إذا لم يصدر من المدرج الذي تتواجد به رابطة المشجعين بشكل واضح جداً لكل حضور الملعب من حكام ومراقبين وجمهور.. ولم تلتقطه أجهزة تسجيل المباراة بشكل واضح لا لبس فيه.. فلا بد من إهماله وعدم الالتفات له..

* ولا بد من الضرب على يد من يُؤجج لهذا الداء بحجة محاربته أو مكافحته بالعقاب المناسب.. كما في حالة جمجوم الذي لا بد من توجيه إنذار له بعدم تكرار إثارة مثل هذه القضايا والمتاجرة بها.. بدون دليل واضح وبيّن..

الحملة المبكرة

* المعتاد أن تظهر الحملات الإعلامية القوية ضد الهلال وتأليب الحكام عليه للتصدي له في أواخر الموسم وقرب مباريات الحسم والحصاد..

* لكن على غير العادة ظهرت مبكراً بشكل ملفت للانتباه.. بل تمتعت بسمات ظهرت لأول مرة.. أولها:

* التركيز حتى على الأخطاء الميدانية.. كعدم إعطاء إنذار أو خطأ بمنتصف الملعب.. حتى لو كانت هذه الأخطاء على الفريقين؟ فيعملون منها قضية كبرى.. والهدف هو إرهاب الحكام وتحريضهم ضد الهلال..

* الملاحظة الأخرى أن البرامج الرياضية الفضائية.. تبنت هذه الحملة بشكل مبكر وحاد وبتحيز فج ومكشوف..

* في وقت يتم التستر على أخطاء تحكيمية فعلية في مباريات أخرى كإلغاء هدف صحيح أو هدف من تسلل أو جزائية غير صحيحة.. فالمباراة التي ليس طرفها الهلال.. لا تمنح أي مجال لمناقشة أخطائها.. بل يتم التستر على الفريق المستفيد..

* ولكن حملتهم الساخنة على الحكام.. قد تُؤثر على فرقهم بشكل عكسي.. فالضغط على الحكام لإيقاف فريق مع مجاملة فرقهم.. سيفاقم الاحتقان بالوسط الرياضي.. وهذا سيجعل اتحاد الكرة يهرب من المشكلة.. بمنح الفرق فرصة أكبر للاستعانة بالحكم الأجنبي.. وعندما يحضر الأجنبي ستدفع فرقهم الثمن..

ضربات حرة

* ينتقدون ويتهجمون على الحكم المحلي.. وفي نفس الوقت يرفضون الحكم الأجنبي.. ولا يستنفدون من حقهم من الفرص الممنوحة للاستعانة بالحكم الأجنبي.. إذن هي حملات كاذبة فقط لمجرد الضغط على الحكام والتغطية على مجاملتهم لفرقهم..

* في لقاء الهلال من شاهد الاحتقان الأهلاوي ضد الحكم يعتقد أن مرعي عواجي ارتكب كوارث تحكيمية مميتة.. في حين أن الاحتجاج فقط بسبب عدم إنذار لاعب.. مع أن الحكم كان متسامحاً بالمثل مع أهلاويين..

* إذا أراد محمد فودة مناقشة حتى الأخطاء الميدانية فعليه أن يأتي بجميع الأخطاء التي بالمباراة.. فالحكم قد يتساهل في حالة لفريق لأنه تساهل بمثلها مع الفريق الآخر..

* توزيع نسبة العوائد على الأندية حسب الترتيب في الدوري مهم.. لأنه يجعل الفرق تلعب بقوة مهما كان مركزها ولا تتساهل.. وأعني الفرق التي لا تنافس على بطولة ولا تخشى هبوطاً.

* مسرحية العنصرية.. انكشفت مبكراً.. بعد أن أدلى حارس النادي أن اللاعب لم يُوجه له أي شتيمة عنصرية.. يريدون الإسقاط على الفريق الكبير والتأجيج ضده من ناحية العنصرية.. ولكن فشلت محاولتهم..!!

حسابي في (تويتر).. @salehhenaky

 
مقالات أخرى للكاتب