Thursday 03/10/2013 Issue 14980 الخميس 27 ذو القعدة 1434 العدد
03-10-2013

كنوز الوطن

في كثير من المجالس وعندما يفتح موضوع له ارتباط بشباب الوطن فإن معظم ما تسمعه هو النقد اللاذع للشباب، وما يتبعه من صفات سلبية بأنه لايتحمل المسؤولية،

وأنه يعيش حياة فوضوية واتكالية ولاتكاد تجد منهم من يصلح لأي عمل فمعظمهم كسالى ومنهج حياتهم قائم على السهر طوال الليل والنوم طوال النهار.

بعضهم يصر على أن وطننا هو مجمع للضعفاء من الشباب وهو ملتقى لمن لاقدرات له أو مهارات، وعندما يسمع عن تميز أحدهم في مجال من المجالات يتفاجأ، وقد لايصدق هذا الأمر إذ إن السمة التي أصبحت غالبة على شباب الوطن هي سمة الكسل والفشل.

وفي اعتقادي أن هذه النظرة غير العادلة وفيها كثير من الظلم فليس جميع شباب الوطن بتلك المواصفات بل في شباب الوطن من هم كالذهب أو الألماس مدفونا في المناجم أو التراب، وبعضهم الآخر تجده مثل اللؤلؤ داخل بعض الصدف وكلاهما يحتاج الفرصة ليخرج للناس ليعرفوا معدنه ويستفيدوا من مواهبه وقدراته.

من هؤلاء الطالب عمر فلاته الذي تم تكريمه من قبل الملحق الثقافي بالسفارة السعودية في اليابان بمناسبة حصوله على درجة 197 نقطة من 200 نقطة في اختبارات القراءة ضمن تقييم اللغة اليابانية للطلاب الأجانب متفوقاً على أكثر من 15 ألف طالب وطالبة أجانب شاركوا في اختبارات هذا العام.

من هؤلاء أولئك الذين يحصلون على الجوائز التقديرية والعالمية في كثير من الميادين العلمية ومن كثير من الجامعات والهيئات الدولية، أولئك نسمع عنهم مرة واحدة أثناء حصولهم على الجائزة، وكأن يداً غريبة اكتشفتهم وأزاحت الغبار عنهم ليظهروا للمجتمع فإذا ماعادوا إلى موطنهم قمنا بإخفائهم ودفن إنجازاتهم مرة أخرى ولم يعد لهم ذكر بعد ذلك.

هناك الكثير والكثير من المبتعثين داخل وخارج المملكة بل وحتى من الطلاب الموجودين على مقاعد الدراسة في مدارس وجامعات المملكة قد يكونون أفضل من عمر ولكن لم يتم اكتشافهم حتى الآن، ولم يتم التعرف على مواهبهم وقدراتهم ولاتنحصر هذه المواهب في الطلاب بل وحتى في الموظفين العاملين في القطاع الحكومي أو الخاص، فمنهم من يتلقى عروضاً خيالية من جهات أجنبية لأن تلك الجهات عرفت أنه معدن أصيل وأنه عملة نادرة.

علينا أن نعمل بكل جدية ليكون لدينا مركز للتنقيب عن مثل هذه المعادن البشرية الثمينة بين أوساط الشباب والشابات، وأنا على ثقة أن هناك الكثير منها غير أنه لايزال مدفوناً ولم يجد اليد التي تزيح التراب عنه ليقدم مالديه وينفع به وطنه وأمته.

نحتاج أن نعلن عن مشروع وطني يهدف لكشف الكنوز والمعادن الثمينة لهذا الوطن وأن يكون مخطط هذا المشروع هو إيجاد 100 عالم ومخترع ومبتكر وموهوب في كافة المجالات ونضعهم في حاضنات مميزة تسعى لتطوير وتنمية هذا الوطن مستقبلاً، وقد يكون أولئك الذين نالوا الدرجات العالمية والجوائز الدولية وغيرها من شهادات التقدير هم نواة هذا المشروع لنعمل على تقديرهم وتشجيعهم بكل همة وحماس وبشكل يصبح الوطن بالنسبة لهم بيئة تحفيز وتطوير ومواصلة في الإبداع.

إن وطننا يذخر بالعديد من الكنوز ويجب علينا أن نسعى لاكتشافها وأن نعمل على الاستفادة منها بما يساهم في تنمية هذا الوطن ورفعة شأنه في كافة المحافل الدولية.

 
مقالات أخرى للكاتب