Friday 11/10/2013 Issue 14988 الجمعة 06 ذو الحجة 1434 العدد
11-10-2013

ثم ماذا؟ السؤال الذي يحدث فرقاً

حين وقفت أمام المرآة لتسأل نفسها هذا السؤال لم تكن تتوقع أن يحدث كل هذا الفرق في حياتها ولم تكن في أكثر احتمالات التفاؤل لديها أن يكون مؤثراً حد الضد

سؤال من كلمتين وعلامة استفهام كبيرة تتدحرج نقطتها ككرة في ملعب الحياة

سؤال من كلمتين فحسب تبدوان في عالم الجمل قصيرة في قولها وكتابتها، لكنه وهو يزلزل حياتها ويدق مسماراً في نعش يأسها يصبح هذه المرة للفقد معنى لذيذا حلوا

أن تفقد اليأس يعني أن تكون متفائلا، مطمئنا

كان السؤال مدهشا وهو ينطق حروفه بنفسه تقوله وتقرؤه عيناها، تسمعه أذناها ويهتز له قلبها وكل جسمها، ليس سهلا أن تزلزلك كلمات من جنس ذاك السؤال

فأن تكون مكتئبا منعزلا تلوك الحسرات وتستل آهاتها في كل دقائقك وتنفخ في همومك كبالون وقد وقعت المصائب ومضت ولربما اعتدت وجودها كما لو نبتت تحت جلدك

ثم تصبح إنسانا آخر تتناسى همومك وتقفز على أحزانك وتولد من رحم المعاناة حيث جمال الحياة وبعض نعيمها تستطعمه وتستلذ به ويصبح المر شهدا واليأس آمالا عريضة فتكون كمن يدفن الوجع ويعلن بعض موته ! ليحيا الأمل بين يديه وينبت مجددا

مريم الرائعة بابتسامتها الصادقة كانت كذلك..

تقول:

فجعت بفقد زوجي وابني البكر في وقتين متقاربين فلم أصح من مصيبة حتى وقعت في الأخرى كان الوقع موجعا حد اليأس من كل شيء والعزلة من كل أحد،

فقدت لذة الحياة فعلا وامتزج كل شيء بطعم العلقم

أهملت نفسي وقفز شبابي لنهايته وبدوت كسبعينية ذابلة

ثم زاد الأمر سوءا وفاة زميلتنا في العمل، لتتجدد مرارة الفقد والتي لم تكن لترحل من حياتي وكأنها تلاحقني في كل يومي

لكأن مريم تعلن أنها شاخت برغم شبابها وكأنها تنتظر النهاية فقط، وقد أصبح يومها يمضي بآلية متكررة مرسومة بذات التفاصيل وذات المشاعر التي تدور في الفلك ذاته

تتابع:

حتى جاء ذاك اليوم وقد أثقلني الحزن وهو يسود حياتي ووقفت أسأل نفسي وأتأمل قسماتي الواهنة!

ثم ماذا؟

هل سأستمر هكذا؟ وما ذنب أطفالي لتستحيل حياتهم بهذا الشكل من القتامة؟ أليس من حقي عليهم أن أتغير؟ ومن حق نفسي علي أيضا أن أكون أفضل؟

هل سأستمر هكذا؟ لم يكن يعنيني أن أطيق كل ذلك فقد اعتدته وتشكلت حياتي وتفاصيل يومي على هذا النحو، لكن إلى متى؟ بل ثم ماذا؟

حتى أدركت أن قد حان وقت التغيير، وقد فعلت وبدأت بالتغييرات الشكلية لتمتد لأعماقي وقد خبأت أحزاني وداريت وجعي وحاولت أن أعود للحياة من جديد

وبالتدريج أصبحت أفضل وتفتحت عيناي على من حولي واستثمرت أوقاتي وقد أيقنت أن الله تعالى لا يرضى بالقنوط واليأس هي أقدار الله تعالى وعلينا أن نرضى بها

أسأل الله تعالى أن يثبتني ويغفر لأحبابي ويوفقني في حياتي الجديدة.

والسؤال الذي قد لايحدث فرقاً لكنه يفرق بين واقعين يعيشهما كثير منا: كم مريم بيننا القديمة والجديدة؟

marrfa@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب