Saturday 12/10/2013 Issue 14989 السبت 07 ذو الحجة 1434 العدد
12-10-2013

أم (سبع عيون)!

لم تكد (عيناي) تصدقان ما رأيته في مطار الرياض يوم (الأربعاء الماضي)، وأنا أشاهد أحد الركاب السعوديين وهو يربط في يديه (تعويذة)، ويمد بطاقة (صعود الطائرة) للموظف دون أي شعور بالخجل من عيون واستغراب بقية الركاب؟!

أشعر بالذنب أنني لم أسأله، أو أتحدث معه بخصوص ثقافة هذه (الربطة) التي يرتديها؟!

للأسف مسألة (الحجاب من العين) أو الحرز أو التعويذة، والتي قد تتمثَّل في قلادة أو ربطة يد، ليس من الضرورة أن يكون الهدف منها (الحجاب) بقدر ما يكون الدافع لارتدائها التقليد أو الموضة!

في بعض الدول المجاورة تشتهر (التعويذات) وهي من (البدع المنكرة) لدينا بشكل علني، فتجد على سطوح المنازل هناك (عجلات سيارة)، أو قرون ثور أو كبش من أجل دفع الحسد بشكل جماعي، وما حدث أن هذه التعويذات بدأت لديهم (فردية) فتحولت (لجماعية)!

في مجتمعنا نفاخر بخلوه من مثل هذه الظواهر، ولكن للأسف ما نراه مؤخراً من بعض (الأفراد) أمر مؤسف، ويجب التصدي له بشكل واضح ومباشر قبل أن يتطور، وهذا دور المعلمين والمربين والمشايخ، وكذا مشاهير الإعلام والرياضة الذين يجب عليهم المساهمة (بالتحذير) من هذه الظواهر والخزعبلات!

في الشهرين الماضيين، اتهمت (نجمتان عربيتان) بالحسد على (الهواء مباشرة) في برنامجين شهيرين، وقد روّجت بعض وسائل الإعلام لهذه التهم، فقالت إن البرنامج الأول توفي فيه أحد المشاركين بسبب إشادة نجمة البرنامج، والثاني كُسر فيه (كأس ماء) لأن النجمة الثانية ركّزت فيه بعينيها، ولك أن تتخيل أثر ذلك على المشاهد العادي الذي قد يتفاعل مع هذه الأخبار!

بالمقابل تجد أن بعض الفنانيين يفاخر في مقابلاته أو أعماله بأنه يرتدي (عيناً زرقاء) لصد العين والحسد، وهناك من يلبس في (معصمه) خيوطاً للوقاية من الخطر!

آخر صرعات (الفضائيات العربية) تعويذة الفنانين الشعبيين (أم سبع عيون) والتي تتكفّل بحسب رأيهم بتشتيت (العين الشريرة) لسبعة أقسام لا تستطيع معها إصابة المحسود بالضرر!

من غير المقبول والمألوف نشر هذه الأفكار المسمومة، ومن الصعب السكوت على هذه المظاهر وعدم التحذير منها قبل أن تتحول إلى (واقع) يصعب التخلص منه!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب