Saturday 12/10/2013 Issue 14989 السبت 07 ذو الحجة 1434 العدد
12-10-2013

عجّة أمريكا

الفكرة السائدة عن جلب القدرات المميزة لبلادنا، أو عن ابتعاث أبناء وبنات بلادنا للخارج، هي أن أمريكا وأوروبا هي الأفضل. وهذا انطباع وليس حُكْماً. وبسبب هذا الانطباع، الذي أسهمت به ثقافتنا المعاصرة، صار كل ما هو أمريكي أو أوروبي، مثالاً للجودة، وغيرهما لا ينفع ولا بقرش! على الرغم من أن الثقافة القديمة، كانت تعددية، من ناحية الاعتراف بالجودة، فكما كانت السلع الإنجليزية والألمانية تحظى بالاحترام، كان هناك احترام مشابه للسلع الروسية والتشيكية. وكان هناك احترام لإتقان العمل الكوري والصيني والياباني.

إن بناء فكر جديد، ينظر لكل الاتجاهات، وليس إلى اتجاه واحد، سيسهم في خلق ثقافة منفتحة وموضوعية، لا يسيطر عليها الانطباع، والطيران مع العجّة! سيكون من الضروري، أثناء مرحلة بناء مثل هذا الفكر، تكريس الوجود الثقافي لثقافات الشرق، هنا وهناك، ومد جسور أصيلة وليست ورقية، لمعرفة الآخر معرفة حقيقية، وإتاحة فرص أكبر للتبادلات العلمية والعملية، وبث روح الثقة في الشرق، وعدم الاستمرار في تمرير الخطابات التي تنظر إليه ولمنتجاته بدونية، قياساً بالمنتج الأمريكي والأوروبي.

نحن إلى اليوم، لا نزال نجهل كيف هم خريجونا من الجامعات اليابانية والماليزية، ولا نضعهم في مواجهة قياسية مع خريجي كندا وأمريكا، ولذلك سنظل أسرى للنموذج الغربي، يسيطر علينا كيف يشاء.

 
مقالات أخرى للكاتب