Tuesday 15/10/2013 Issue 14992 الثلاثاء 10 ذو الحجة 1434 العدد
15-10-2013

كل عام والمسلمون بخير

كل عام والمسلمون جميعاً بخير؛ إذ يحل عيد الأضحى المبارك والمسلمون جميعاً يرفلون بخير، وإن كانت هناك هنات وأزمات، بل حتى كوارث، إلا أننا - نحن المسلمين - يجب ألا نقنط ولا نيأس؛ فالعيد فسحة للتأمل والفرح بما نحن فيه، وأن نعمل لتحسين أوضاع من يشعرون بألم وحزن، وهما ظرفان لن يستمرا طويلاً؛ فطالما هناك إرادة حياة عند الإنسان، وقبل ذلك إيمان بقدرة الخالق - عز وجل - على إحداث التغيير المأمول، لا يجب أن نستمر في البكاء والعويل، بل الأفضل أن نعمل لتغيير الواقع المحزن متسلحين بالإيمان ومعتمدين على الله تعالى، ثم معتمدين على الإرادة الإيجابية للأمة، فالأمة الصامدة والصابرة قادرة على التعامل مع الأوضاع مهما كانت صعبة، وهو ما تتميز به الأمة الإسلامية التي شهدت الكثير من المحن، وتعايشت مع العديد من المراحل الضنكة، وخرجت منها أكثر قوة وتماسكاً، وشهدت فترات تراجع واحتلال واستعمار، أعقبتها فترات يقظة وتحرر، وعادت الكثير من الدول الإسلامية والعربية إلى التألق، وقطعت مراحل كبيرة من التطور.

وما تعيشه الآن بعض الأقطار الإسلامية، وبخاصة العربية منها، التي ابتلاها الله بما يسمى بالربيع العربي، ما هو إلا مرحلة تسبق حالة الاستيقاظ، ولا بد أن تدفع شعوبها «فواتير» اليقظة، وإن شاء الله لن تطول مرحلة العودة؛ ولهذا يجب ألا تحبطنا الحالة الراهنة التي تمر بها بعض الدول العربية، والأجدر بنا أن نعمل ونسعى لتغيير هذه الحالة إلى الأحسن، وليس السقوط في دوائر الحزن والألم والقنوط.

علينا أن نمد يد العون إلى أشقائنا في البلدان التي تشهد احتراباً وسقوطاً في أتون الحروب الأهلية والطائفية، بالنصح والتعاون وتقديم المساعدة للمتضررين، وصد التآمر ومحاولات التدخل السافر في الشؤون الداخلية العربية من جهات أثبتت الأحداث أنها تعمل على تفتيت الوطن العربي، وتضر الأمة الإسلامية. وصد هذه المؤامرات بداية بالكشف عن تلك الأطراف التي - للأسف الشديد - بعضها ينتمي للأمة الإسلامية، إلا أنها تتبنى أطروحات طائفية ومذهبية على حساب تماسك المسلمين جميعاً، الذي لن يكون إلا بالتشبث بالعقيدة الإسلامية الحقة، والبُعد عن الانحرافات، وعدم العودة إلى الماضي وإلى الخلافات التي أضعفت المسلمين وأشغلتهم بقضايا فرعية متناسين أن المسلمين يجمعهم عقيدة واحدة، لا يمكن أن تفرقهم خلافات صغيرة.

jaser@al-jazirah.com.sa

 
مقالات أخرى للكاتب