Tuesday 15/10/2013 Issue 14992 الثلاثاء 10 ذو الحجة 1434 العدد

فيما أكَّد أن العالم سيحتاج لجميع مصادر الطاقة لتلبية زيادة الطلب بحلول 2050م.. الفالح:

«أرامكو السعودية» تشغل محطة كهرباء بقدرة 1000 ميجاواط بالغاز «غير التقليدي»

الجزيرة - الرياض:

أكَّد رئيس أرامكو السعوديَّة وكبير إدارييها التنفيذيين، أنَّه بعد عامين من إطلاق الشركة برنامجها للغاز غير التقليدي في المنطقة الشماليَّة من المملكة، تستعد الآن لتوفير الغاز لمحطة للكهرباء بطاقة 1000 ميغاواط ستغذي مركزًا ضخمًا لاستخراج وتصنيع الفوسفات في المنطقة ودفع عجلة التنمية والازدهار لسكانها.

وقال المهندس خالد الفالح، في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر العالمي للطاقة لعام 2013 المنعقد بدايجو في كوريا، الذي انعقد تحت شعار «ضمان توفير الطاقة لأجيال الغد اليوم»: إن العالم سيحتاج لجميع مصادر الطاقة، وعلى رأسها النفط والغاز، لتلبية الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي على الطاقة بحلول العام 2050.

وأوضح أن صناعة الطاقة اليوم أكثر قوة وديناميكية من ذي قبل، ولكنها لا تزال تواجه تحديًا يتمثَّل في توفير الطاقة النظيفة والحصول عليها بسهولة، لاسيما لمليارات البشر حول العالم الذين يعانون من عدم تلبية احتياجاتهم الكافية من الطاقة.

فمع توقع زيادة تعداد العالم بمقدار ملياري نسمة ليصل إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050م، وتوقع زيادة حجم الاقتصاد العالمي ليصل إلى ثلاثة أو حتَّى أربعة أضعاف حجمه الحالي، يصبح من المؤكد أن يرتفع استهلاك العالم للطاقة بشكل ملحوظ.

وفي هذا الصدد، قال الفالح: «نحن بحاجة إلى كل مصادر الطاقة، وإلى تضافر جهود جميع المعنيين بصناعة الطاقة وجميع الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية وكافة هيئات الطاقة ضمن منظومة الطاقة العالميَّة ليحصل 9 بلايين نسمة على الطاقة التي يحتاجونها ويستحقُّونها لتحقيق الازدهار».

وبيَّن أنّه حتَّى في ظلِّ البرامج المتقدِّمة لإدارة وكفاءة استخدام الطاقة التي يمكن أن تخفض الاستهلاك، يُتوقَّع أن يكون الطلب على الطاقة أعلى بكثير بحلول عام 2050 في ظلِّ تطلَّع الأعداد الكبيرة والمتنامية من سكان العالم لحياة مزدهرة.

كما أكَّد الفالح أن أحد العوامل المساعدة على مواجهة تحدي الإمدادات في المستقبل يتمثَّل في وفرة النفط والغاز حيث يظلان مصدر الطاقة الأساسي للعالم، وأن أرامكو السعوديَّة تعمل على زيادة معدلات استخلاص النفط التقليدي لتصل إلى 70 في المئة، أيّ أكثر من ضعف المتوسط العالمي الحالي، مع العمل على اكتشاف الكميات الكبيرة غير المستكشفة من موارد النفط والغاز التقليدية وغير التقليدية في المناطق البريَّة والبحريَّة على السواء.

ودعا الفالح في كلمته إلى الحكمة في استخدام موارد النفط والغاز التي تُعدُّ «درة إمدادات الطاقة الحالية والمستقبلية».

كما دعا صناعة الطاقة لتحسين كفاءة استخدامهما وأدائهما البيئي وإطالة أمد استخدامهما عن طريق الجمع بينهما وبين مصادر أخرى للطاقة بشكل ملائم.

وأوضح أنّه رغم التحدِّيات والمحاذير التي تحيط بالطاقة النووية والفحم ومصادر الطاقة البديلة والمتجدِّدة، سيكون لهذه المصادر، دون ما شكَّ، دورها الذي تُؤدِّيه في مواجهة تحدي إمدادات الطاقة العالميَّة في المستقبل.

وأشار إلى تطلَّع المملكة ورؤيتها المستقبلية لأن تصبح مركزًا عالميًّا للطاقة الشمسية، وداعيًا صناعة الطاقة للتعاون من أجل إطلاق العنان لكل إمكانات الطاقة البديلة والمتجدّدة. كما أكَّد أنَّه في نهاية المطاف، ينبغي أن تترك مسألة تحديد مزيج الطاقة المناسب للسوق والتكنولوجيا. ولكن مع الزيادة المتوقعة في عدد سكان العالم وما تستتبعه من زيادة في الطلب، سيكون هناك مكان للجميع في صناعة الطاقة لتحقيق الازدهار «تحت سقف واحد».، ثمَّ حدّد شروطًا أربعة أساسيَّة لتحقيق النجاح وهي: تبني سياسات وتنظيمات واقعية للطاقة العالميَّة، والاستثمار بعيد المدى في صناعة الطاقة، ودفع جهود البحث والتطوير والتقنية، والتعاون بين جميع الأطراف المعنية. وقد أشار الفالح في كلمته إلى أن استقرار البيئة الاقتصاديَّة واستقرار السوق أمر بالغ الأَهمِّيّة لضمان الاستثمار على المدى الطويل من قبل صناعة الطاقة، لافتًا إلى أن أرامكو السعوديَّة قد بذلت استثمارات ضخمة لإنتاج واستدامة أكبر قدر من الطاقة النفطية الاحتياطية في العالم التي تزيد على مليوني برميل يوميًّا.

وقال: «في العامين الماضيين وحدهما، استخدمنا طاقة احتياطية بأكثر من مليون ونصف المليون برميل يوميًّا لسد النقص في إمدادات السوق النفطية والمحافظة على استقرار تلك السوق الحيويَّة التي يحتاجها العالم».

وفي ختام كلمته، أكَّد الفالح أن توفير الطاقة بكميات كافية وتكلفة معقولة ونوعية مقبولة لتسعة بلايين نسمة سيكون هو التَّحدِّي الذي نواجهه في حياتنا كما سيواجه من يأتي بعدنا، وأن هذا التَّحدِّي يتيح كذلك واحدة من أكثر الفرص إلهامًا لنا جميعًا.

 
موضوعات أخرى