Wednesday 16/10/2013 Issue 14993 الاربعاء 11 ذو الحجة 1434 العدد
16-10-2013

يا أمير الحج.. حج الحجيج (3)

في المقالين السابقين أشرت إلى أن مكة المكرمة تعيش في وجدان كل مسلم، وتعيش في وجدان وضمير كل سعودي كونها قبلة المسلمين وملتقى أفئدتهم؛ لأن الإنسان السعودي عاش في ظل الحرمين الشريفين منذ مئات السنين قرب مناسكها وخيراتها. اكتسبت الجزيرة العربية في تاريخها القديم والحديث أهميتها من الحرمين الشريفين ومكة المكرمة ارتبطت بمناسك الحج، لذا تطوعت العديد من مناطق المملكة بل جميعها لخدمة بيت الله وربطت اقتصادها وحياتها الاجتماعية بحركة حجاج بيت الله براً وبحراً منذ زمن القوافل التجارية التي تمر بالمناطق عبر طرق الحج والتجارة التي ربطت العالم الإسلامي بالمدينتين المقدستين، لكن الإجراءات الجديدة التي سنت مؤخراً اقتصر الريع الاقتصادي على مؤسسات الحج والطوافة في الداخل والخارج، وتم إغفال حجاج الداخل ممن هم خارج دائرة تلك المؤسسات، حتى أن بعض التشريعات والتنظيمات في الداخل لم تشملهم، وأنا هنا أتوجه إلى أمير الحج الأمير خالد الفيصل بصفته أميراً لمكة المكرمة والمعني بمعالجة الحجاج قبل وبعد الحج.

أولاً: إعادة النظر في وضع ترتيبات السعوديين لمن هم خارج مؤسسات الحج، تتناسب مع إمكانياتهم المالية في ظل مبالغة مؤسسات الطوافة.

ثانياً: التنبه إلى حملات الحج حتى لا تتحول إلى تجارة واستثمار (مفرط) على حساب المسلمين والركن الخامس وسمعة المملكة في الداخل والخارج.

ثالثاً: مراجعة إجراءات وأنظمة التصاريح لأن مواطن هذه البلاد له حق في الحج ولا يمنع تلقائياً إلا في الحالات التي يتطلبها المنع من زحام، وعمارة الحرم المكي.

رابعاً: أن لا تبنى إجراءات التصاريح على منع حج المواطنين وتوزيع الحصص، إنما التوجه إلى فتح المجال أمام حجاج الداخل من السعوديين، لأن نسبتنا سكانياً منخفضة جداً قياساً بدول العالم.

خامساً: المملكة تعيش أفضل مراحلها التنموية من حيث الاقتصاد والعائد النفطي، وهذا يتطلب العمل على إقامة المزيد من مشروعات وعمارة الحرمين الشريفين كما هو حاصل الآن من توسعات حتى نتجاوز ضيق المشاعر المقدسة.

سادساً: أن لا تأتي الحلول على حساب حجاج الداخل من السعوديين، ويتحول الحج إلى رصد وترصد للحجاج السعوديين عبر الطرق ونقاط التفتيش، وشح منح التصاريح.

سابعاً: اجعلوا الناس تتدبر شأنها في الحج دون خنقها في مؤسسات الحج لتكون الفريضة وفق إمكانية الأسر والعائلات ووفقاً لاقتصادها وموجوداتها.

وبالتالي أذكر أصحاب القرار الإداري في الحج أن عواصم العالم ومدنها الساحلية والسياحية تستقبل سنوياً أعداداً بالملايين، وتستمر لأكثر من شهر في تلك المرافق، وبعض مدن السياحة تستمر طوال العام لكن إجراءاتها ليست الحد من الأعداد إنما التفكير والعمل على توسعة المرافق وإعادة بناء مدنها السياحية ومرافقها، ومكة المكرمة شرفها الله -الحالية- تحتاج منا إلى تحويلها إلى مدينة دينية، وإيجاد مدينة سكينة أخرى خارج حدود الحرم، للسكن والاستقرار والحياة الاجتماعية اليومية.

 
مقالات أخرى للكاتب