Thursday 17/10/2013 Issue 14994 الخميس 12 ذو الحجة 1434 العدد
17-10-2013

شكراً (رجال الأمن)!

اليوم يبدأ نصف حجاج بيت الله بمغادرة المشاعر المقدسة. والهدف - بحسب بعض الأدلاء والمطوفين - هو التخفيف في المسجد الحرام، حيث مشروع التوسعة الأضخم في التاريخ. وحتى لا يزدحم الحجاج عند طواف الوداع سيتعجل النصف، وسيتأخر (النصف الآخر) ليوم الغد!

وهنا نتمنى أن تُغلق آخر صفحات موسم حج هذا العام بالنجاح نفس الذي تحقق في المشاعر الأخرى؛ لنُسجل واحداً من أكثر المواسم (النموذجية) من حيث التنظيم والسلاسة، مع شكرنا وتقديرنا للقطاعات الأمنية والصحية والخدمية كافة، التي تضافرت جهودها في خدمة الحاج، وتهيئة الأجواء له؛ ليتفرغ لعبادة الله وأداء النسك على الوجه الأكمل.

ولأن (الأمانة الإعلامية) تقتضي كشف الأخطاء وتسليط الضوء عليها لمعالجتها والتنبيه لوجودها، فإن الأمانة (ذاتها) تقتضي أيضاً أن نكون منصفين في حق من بذلوا كل ما يستطيعون من أجل تحقيق هذا النجاح. ولعلي هنا أشيد بتعامل رجال الأمن (الراقي جداً) مع الحجاج، رغم حرارة الجو، والبقاء ساعات طويلة في الميدان، مع ملاحظة أن بعض رجال الأمن قد يكون (مرهقاً) وعطشان أكثر من (الحاج نفسه)؛ بسبب وجوده في مكان مزدحم جداً، ولا يمكن أن تصل له الخدمات في وقتها، إلا أن النماذج الرائعة كانت تسطع هنا وهناك؛ لتقديم الخدمة، وتأدية الواجب على الوجه الأكمل.

لا أقول هذا الكلام مجاملة أو تزلفاً؛ فقد سرت على قدمي، وتجولت بين أمواج الحجيج في أكثر من موقع، بمنى وعرفات ومزدلفة وحول المسجد الحرام، وأنا أرتدي الإحرام بوصفي واحداً من الحجاج، أرى وأشاهد بعيني، وأسمع بأذني ما يدور بين رجال الأمن وضيوف الرحمن، دون أن يعلموا أنني إعلامي أو صحفي، وكيف أنهم يوجهون الحجاج نحو المخارج والطرقات لأداء النسك، والوصول إلى المخيمات، بكل ترحاب وإخلاص، ودون تذمر أو تأفف!

بل على العكس، تجد أن الجندي الواحد قد يمر من أمامه أكثر من ألفَيْ حاج في الساعة الواحدة، هذا يحدِّثه، وهذا يسأله، وهذا يلمسه بيده ليتجاوز الحاجز ويعكس الطريق الآخر، ومع ذلك تجد أن هؤلاء الرجال صادقون مع أنفسهم قبل كل شيء، مخلصون لقادتهم ورؤسائهم في الميدان، مطيعون للأوامر والتعليمات بدقة لخدمة الحاج، محتسبون للأجر في الدنيا والآخرة (لقدسية الزمان والمكان)، فلم العجب؟! والمثل العربي الشهير يقول: (أعطني قائداً.. أعطك جنداً)، فشكراً للقائد، وشكراً لجنوده.

وأما تعاملهم مع رجال الإعلام والصحافة، وتهيئة الأجواء لهم، وفسح المجال لممارسة المهنة بكل شفافية دون تقييد أو تعطيل، فتلك قصة أخرى؟!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب