Friday 18/10/2013 Issue 14995 الجمعة 13 ذو الحجة 1434 العدد
18-10-2013

مجلس الشورى وحقوق المرأة

فاصلة:

((من يراقب الريح كثيرا، لا يزرع بذرة أو نبتة))

-حكمة عالمية-

قبل عشر سنوات من الآن، وتحديدا عام 2002 كتب الدكتور سليمان الضحيان مقالة في جريدة الوطن عن بيان مجلس الشورى -آنذاك- الذي أصدره تعقيبا على طرح أعضاء مجلس الشورى حق قيادة المرأة للسيارة، فقال:

«بعد أن أحال المجلس قضية قيادة المرأة للسيارة إلى إدارة المستشارين كان جوابها كما يلي: «إن القضايا التي أسند ولي الأمر الاختصاص فيها إلى جهات محددة يتعين تركها لتلك الجهات تجنبا لأي طعن في القرارات الصادرة عن المجلس لشائبة عدم الاختصاص, ومن باب أولى ما صدرت فيه فتوى شرعية من هذه الجهات الرسمية الشرعية فلا يظهر أن لمجلس الشورى صلاحية النظر فيه ما لم يكن محالا من المقام السامي باعتباره مرجع السلطات».

والآن وبعد عشر سنوات من هذا البيان يصدر مجلس الشورى بيانا حديثا يقول فيه إن قضية قيادة المرأة للسيارة ليست من اختصاص وزارة النقل.

وهو في ذلك يكرر موقفه السلبي إذ إنه رغم اختلاف المبرر إلا أن النتيجة واحدة، فهناك اتفاق فيما يبدو ضمني في هذا المجلس أن يكون صديقا للمعارضين في هذه القضية، ويطلب ودهم الذي لن يحصل عليه، فكما أن الفتوى بتحريم قيادة المرأة للسيارة تضاءل تأثيرها فإن قيادة المرأة للسيارة ستمارسه النساء، فهو حق لا يحجبه الدين وتمارسه النساء السعوديات في البادية لأن المشكلة في عقول أهل المدينة!!

ولو تخيلنا أن جميع السائقين قاموا بالامتناع عن العمل لوجدنا من أوائل المطالبين بقيادة المرأة للسيارة هم الممانعين لها، سواء كانوا من الرجال أو النساء، وذلك لأنه لا يمكن للمرأة قضاء حوائجها في بلد لا تتوافر فيه المواصلات السهلة.

إن المطالبة الحقيقية هي توفير المواصلات الآمنة، وترك قيادة السيارة في إطار الحرية الشخصية للنساء، فليست القضية أن نكون خلف المقود بقدر ما هي القضية ألا نشعر كنساء بالذل أو الغبن عند احتياجنا للتحرك في مدننا.

قد لا أفكر في قيادة السيارة الآن لتوفر سائق لدي، لكن ماذا إذا لم يكن لدي رجل يقضي مصالحي؟ ماذا إذا لم يكن لدي سائق؟

إذا لم أكن أثق بسائق سيارة الأجرة؟

المفارقة أني أستطيع كامرأة سعودية أن أمارس هذا الحق في أي من بلدان العالم، ولكنه في بلدي يصبح معيبا والمطالبة بهذا الحق تعتبر خاسرة!!

مع كل ما سبق فالتاريخ سيكتب عن كل ما يحدث الآن من حراك اجتماعي في قضايا المرأة، وسيذكر أن المتنصلين عن مسئوليتهم لن يستمروا طويلا في المشهد الحضاري.

nahedsb@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب