Monday 21/10/2013 Issue 14998 الأثنين 16 ذو الحجة 1434 العدد

لمدة ثلاثة أيام واستفاد منها ألف سجين

تراحم القصيم تقيم حفلات معايدة للسجناء في بريدة وعنيزة والرس

بريدة - عبدالرحمن التويجري:

أقامت لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة القصيم (تراحم) وبالتعاون مع إدارة سجون منطقة القصيم احتفالات معايدة للسجناء في كل من سجن بريدة وعنيزة والرس واستهدف البرنامج أكثر من 1000 سجين في السجون الثلاثة، وعلى مدى أيام العيد الثلاثة، كما تكفلت تراحم بإحضار فرق خاصة ومتكاملة لإقامة هذه الاحتفالات التي تخللها برامج ثقافية وتوعوية وترفيهية ومسابقات وتوزيع الجوائز على النزلاء. كما قدمت تراحم أكثر من عشرين أضحية موزعة على السجون الثلاثة.

وأوضح المدير التنفيذي للجنة تراحم حمد بن عبد الله الطبيِّب أن هذا العام ليس العام الأول ولن يكون الأخير بحول الله تعالى الذي يقام به مثل هذه الاحتفالات، وحقيقة ان الهدف الرئيسي من إقامة البرامج للسجناء في العيد هو إيماننا بأهمية مشاركتهم أيام العيد الجميلة وهي أيضاً فيها نوع من الترابط والالتحام بيننا وبين النزلاء وذلك أن من حق كل نزيل المشاركة بفرحة العيد التي لا تضاهيها فرحة.

وأوضح الداعية الشيخ محمد الغضية بقوله حقيقة ان الفرحة لا تسعني وأنا أشاهد هذه البسمة والفرحة على محيا هؤلاء النزلاء والفائدة المرجوة من إقامة هذه الاحتفالات وبرامج المعايدة التي لا تخلو من التوجيهات والإرشادات التي يستفيد منها النزلاء داخل السجن.

من جانبه قال المسؤول عن متابعة الاحتفالات والبرامج في سجن عنيزة محمد الحربي إن البرامج أقيمت مشاركة وفرحة للنزلاء حيث إن الابتسامة تعلو وجوههم وان البرامج التي أقيمت بالسجن كانت كما هو مخطط له مسبقاً وقد تنوعت الفقرات من ثقافية وتوعوية وعروض في البروجيكتر وألعاب حركية وذلك على مدى أيام العيد الثلاثة.

وفي نفس السياق أقيم أول حفل معايدة في سجن الرس للنزلاء كما أفاد به مدير العلاقات العامة والإعلام باللجنة والمشرف على احتفال سجن الرس الأستاذ تركي بن سليمان الركيان، مبينا أن ذلك جلب السعادة للنزلاء وفرحتهم الكبيرة بهذا الحفل المبارك، بل وتمنوا تكراره لأنهم سعدوا بما قدمناه لهم في هذا البرامج التي شملت فقرات ومسابقات وألعاباً وتوزيع حلاوة العيد والجوائز القيمة التي قدمتها اللجنة.

وفي جولة داخل عنابر السجون الثلاثة التقت (الجزيرة) بعدد من النزلاء لأخذ انطباعاتهم عن هذه البرامج التي تقيمها اللجنة داخل مقرات السجون، فقال أحد النزلاء من سجن عنيزة وعمره 39 سنة: أنا هنا في السجن منذ شهرين وأنا سعيد لحضور البرنامج الخاص بالمعايدة عيد الأضحى المبارك، ويضيف لقد شعرت وأنا اليوم في هذا البرنامج بأني لمست العيد الجميل على الرغم من أني داخل السجن، ولم أشعر انه فاتني أبداً على الرغم من أنه أول عيد أقضيه هنا بين القضبان وبعيد عن أهلي وأطفالي، وقال أتمنى ان تستمر هذه البرامج الترفيهية والأركان التعليمية لأنها هي الوناسة الوحيدة لنا داخل هذا المكان لحين خروجي على خير.

من جانبه قال أحد النزلاء المقيمين في سجن الرس وهو من الجنسية السورية الذين حضروا حفل المعايدة في السجن يقول أنا لي 3 أبناء ولي في المملكة سنتان، وفي السجن 9 أشهر، صحيح أن السجن يحبس الحرية للإنسان لكنها فرصة لأقول بصراحة ان هذه التجربة أعتبرها عبرة لي ولغيري في أن احترم مشاعر الآخرين واندم على كل ما فعلته، وعن برنامج العيد يعلق ويقول : بصراحة هو برنامج جميل وفيه العديد من الفقرات المسلية للسجناء خاصة المسابقات والألعاب الترفيهية والحركية وأنها فرصة من لجنة تراحم لإقامة مثل هذه الأعياد وإشعارنا بأنه على الرغم من بُعدنا عن العيد فإن العيد جاء إلينا هنا في هذا المكان الذي أتمنى خروجي منه وكلي عبرة في أن لا يتكرر هذا الشيء معي مرة أخرى حتى لا اظلم نفسي وأبنائي الذين يعيشون خارج السجن في ذنبي.

وبنفس الفرحة شاركنا النزيل أبو يزن من سجن بريدة رأيه في برنامج العيد الذي تم إطلاق الشعار عليه (عيدك تواد وتراحم) ويرى أن السجناء لهم الحق في ان يفرحوا مثلهم مثل الناس خارج السجن بالعيد الجميل، وعلى هامش البرنامج شكر أبو يزن المسؤولين والقائمين على خدمات السجناء في كل ما يقدمونه لهم، ويؤكد: أنه على الرغم من وجوده هنا في السجن حوالي السنتين إلا أنني لاحظت تفاني اللجنة في خدمة نزلاء السجن خاصة أن مثل هذه البرامج التي تقيمها اللجنة داخل السجن تسهم في تعزيز عدم الرجوع والانتكاسة مرة أخرى للسجن.

من جانبه أوضح الدكتور فهد بن محمد المطلق رئيس اللجنة أن اللجنة في أيام العيد شعارها هو (عيدك تواد وتراحم) محاولة من اللجنة لنقل بعض أجواء العيد إلى نزلاء السجن لتتحقق عدة أهداف أهمها إدخال الفرح والسرور على قلوب النزلاء، وتقديم القيم التربوية من خلال التوجيه الديني والنفسي التربوي والعمل على تدعيم الجانب المعنوي، والمساهمة مع جهود الدولة في توعية المجتمع بالوقوف مع المفرج عنهم ليكونوا مواطنين صالحين إضافة إلى تقديم المساندة لأسرة السجين أثناء إيقافه، كما أن الرسالة التي تسعى اللجنة لإيصالها عبر هذا المشروع تتمثل في (إسعاد الإنسان رضا للرحمن) فمبدأ التراحم والتكافل يجب أن يكون هو المحرك الرئيس لكل أطياف المجتمع تجاه بعض الأفراد الذين زلت بهم القدم.

 
موضوعات أخرى