Tuesday 22/10/2013 Issue 14999 الثلاثاء 17 ذو الحجة 1434 العدد
22-10-2013

جناح المملكة في فرانكفورت

في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، هناك عمل دؤوب من الملحقية الثقافية السعودية في برلين، واجتهاد يستحق الشكر، رغم الملحوظات التي سأوردها بعد قليل، حول جناح المملكة والنشاط المنبري خلال المعرض، خاصة أن هذا الأمر يحدث في أكثر معارض الكتب شهرة وأهمية في العالم.

ولعل ما يدفعني للكتابة حول وجهة نظري هذه، هو شخصية الملحق الثقافي السعودي هناك، الدكتور عبدالرحمن الحميضي، وتقبله لجميع المقترحات، وتفهمه وطموحه المستمر للتطوير، وكذلك قيادات الوزارة المعنية بهذه المعارض الدولية، كالدكتور سالم المالك، المشرف العام على إدارة التعاون الدولي، وغيرهما.

وبعيدا عن تصميم الجناح وديكوره، وتوزيع مساحاته، والخامات المستخدمة فيه، والألوان، لأنها ترتبط بالذوق الشخصي، فإن طريقة تقسيم أجنحة المملكة في مختلف المعارض الدولية التي تشارك فيها، من بينها الجناح في معرض فرانكفورت، تختلف عن أجنحة دول العالم المشاركة، ففي حين تصنف الأجنحة أرففها تبعاً للآداب والفنون والعلوم، كالشعر والرواية وكتب الأطفال والفلسفة وهكذا، يفاجئ زائر الجناح الرسمي للمملكة بتقسيم الأرفف تبعاً لجامعات والجهات الحكومية، فنجد جامعة الملك سعود، والملك عبدالعزيز، وجامعة الإمام، ومكتبة الملك فهد، ومكتبة الملك عبدالعزيز وهكذا. هذا الأمر انعكس على طبيعة الكتب المعروضة، التي تتخذ من الطابع الرسمي سمة لها، حتى في الكتب المترجمة إلى لغات أوروبية مختلفة، مع أن الفرصة كبيرة لأن تستعرض المملكة ثقافتها في مثل هذه المعارض الدولية الكبرى، فالدول تفاخر بطاقاتها البشرية من مؤلفين وكتّاب، لا بمبانيها ومؤسساتها الجامعية، معظم الأجنحة للدول في القاعة رقم 5 في المعرض، كتركيا وإيران وروسيا وماليزيا واليابان وإندونيسيا و... و... كلها تزين أجنحتها بصور مؤلفيها ونماذج من كتبهم بلغات مختلفة، بل وبمشاركتهم في محاضرات وجلسات متتابعة، سواء داخل الجناح أو خارجه في أروقة المعرض.

ولعل الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية عن ذلك، هو مدى حضور الناشر العربي عموماً في المعرض، والناشر السعودي بشكل خاص، ولا أعني بذلك الناشرين الكبار، كالعبيكان وجرير وغيرهما، إنما الناشرين الشباب، الذين بدأت تظهر ملامح دورهم، وبرامج النشر لديها، في الدورات السابقة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، فهؤلاء الشباب يجب تشجيعهم، وجعلهم يبدأون من حيث انتهى الآخرون، فماذا لو تبنت وزارة التعليم العالي هؤلاء الناشرين الشباب، وقادتهم للخطوة الأولى نحو النشر الاحترافي، بأن تتكفل بدفع إيجار أجنحة صغيرة لهم، حتى لو اقتطعت لهم داخل جناح المملكة الرسمي، ليكتسب هؤلاء الخبرة اللازمة بالتعامل المباشر مع دور النشر الأجنبية، وربما توقيع عقود ترجمة مع هذه الدور، من العربية وإليها، ووضع أقدامهم الأولى في الطريق الشائك نحو النشر الاحترافي.

كما أن التحضير مبكراً للمشاركة المنبرية في المعرض، سيكون له أثر إيجابي كبير، من حيث حجز القاعات باكراً، وإدراج أسماء المحاضرين وموضوعاتهم ضمن دليل المعرض، لضمان حضور المهتمين وتفاعلهم، بدلاً من عمل اللحظات الأخيرة.

ولعل الأجمل، أن هذه الملحوظات وغيرها، تلقى قبولاً لدى القائمين على مشاركات المملكة في المعارض الدولية للكتاب، وهو ما قد ينعكس إيجابياً على المشاركات المقبلة.

 
مقالات أخرى للكاتب